كثيرا ما نسمع عن عصابات مختصة في سرقة الأموال أو المواشي أو السيارات أو المجوهرات أو الهواتف، لكن قليلا ما نسمع عن نوع خاص من العصابات المختصة في سرقة اللوحات الفنية و الآثار التاريخية و تهريبها للخارج.
عصابة بهذه المواصفات أطاحت بها الفرقة الجنائية لمصالح أمن ولاية الجزائر مؤخرا، و هي عصابة مختصة في سرقة اللوحات الفنية والمتاجرة بالآثار التاريخية بهدف تهريبها نحو الخارج، كما تمكنت الفرقة من استرجاع 32 لوحة فنية و تحف نادرة، وفق بيان صادر عن نفس المصالح اليوم الثلاثاء.
و حسب نفس بيان المصالح فإنه تم” إيقاف الفاعلين أحدهم مسبوق قضائيا و استرجاع 32 لوحة فنية و ثلاثة تماثيل أحدهما من معدن البورنز و اثنين خشبيين و كذا تحف نادرة و عريقة”، و أبرز البيان أنه تم “وضع الفاعلين رهن الحبس المؤقت من طرف وكيل الجمهورية المختص إقليميا”.
و تعود تفاصيل القضية عندما تقدمت سيدة بشكاية تعرض منزلها الواقع بأحد أحياء العاصمة إلى عملية سطو من قبل شخصين أواخر الشهر المنصرم، حيث استولى الفاعلون على لوحيتين فنيتين أحدهما للرسام المعروف محمد إسياخم و الأخرى لفنان أجنبي معروف إضافة إلى ثلاثة تماثيل نادرة، و بعد تحقيق معمق تمكنت المصالح من توقيف الفاعلين و استرجاع اللوحتين الفنيتين مع ثلاثون لوحة فنية أخرى يجري التحري بشأنها حاليا لمعرفة قيمتها و مصدرها و توثيقها مع الجهات المختصة.
و حسب ذات المصدر فقد تمكنت مصالح الأمن من استرجاع سلاحين للصيد كانا “يستعملان من طرف عناصر العصابة أثناء عمليات السطو”.
لتطرح هذه القضية عدة أسئلة حول آليات و طرق حماية التحف و التراث الوطني من أيادي تهربها للخارج دون أن تدرك قيمتها الحقيقية، فهي تلخصها فقط في قيمتها المادية.