تعيش العائلات الجزائرية يومي تاسع و عاشر من شهر محرم من التقويم الهجري أجواء تشبه الأجواء الرمضانية فنجد كل أفراد العائلة يؤدون سنّة المصطفى صلى الله عليه و سلّم و يصومون هذين اليومين لنيل الجزاء العظيم الذي توعد الله به عباده و يحضرون طبق الشوربة بالفريك و البوراك و غيرها من المأكولات التي يتميّز بها فطور الصائم. و في هذا الصدد يقول عمي براهيم من العاصمة نصوموا يوم التاسع و العاشر من محرم و نفطروا بعد آذان المغرب كيما موالفين نفطروا في رمضان و يضيف أنه حتى الأطفال الصغار يشجعونهم على صيام هذين اليومين لجزاء الصائم العظيم،لقول النبي صلى الله عليه و سلّم صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم.
خلال الجولة الاستطلاعية التي قام بها طاقم الموقع عشية عاشوراء في أحد أسواق الخضر بالعاصمة ،أجمعت العائلات الجزائرية أن الرشتة و الشخشوحة بالدجاج الأكثر تحضيرا في هذا اليوم و قد اقترب طاقمنا من بعض ربات البيوت اللاتي توافدن إلى سوق الخضر و الفواكه ببئر خادم لاقتناء مستلزمات الطبق المخصّص للاحتفاء بهذا اليوم و تقول عائشة أنها تفضّل في مثل هذه المناسبات النزول إلى السوق بنفسها رفقة جاراتها لتنقية توابل زكية الرائحة و خضر ذات نوعية جيدة لطبخ أجود الأطباق وتضبف لمراسلتنا يا أختي المرأة اللي تعرف واش لازم في الطياب سيرتو في المناسبات و عن الطبق الذي ستعده لتلك الليلة تضيف أنها لا تستغني عن الرشتة في عاشوراء بالإضافة إلى تحضيرها لطبق الشوربة للإفطار به بعد آذان المغرب بعد يوم من الصيام،و ليس بعيد منها التقينا فاطمة عند الجزار تشتري دجاجة بحجم يكفي أفراد عائلتها الكبيرة و عن الطبق الذي ستحضره تقول أن طبق الشخشوخة بالخضر و الدجاج هو سيّد مائدتهم يوم عاشوراء ثم في السهرة يحضرون الشاي مرفوقا بالفواكه المجففة كالجوز و الفستق و اللوز و التمر .
اما في القبايل الكسكي يتربع على موائد القبائليين ففي جولتنا في اسواق القبايل صرح البائع سليمان من ولاية بومرداس أن الطعام و البركوكس هما الطبقين اللذين تشتهر بهما مناطق القبائل حيث يوضع في قصعة كبيرة و يرص فوقها الدجاج المحمر ،و أضاف أنه في عاشوراء تنتهي الخصومات سواء فيما بين أفراد العائلة أو مع الغرباء فالصلح في عاشوراء له ثواب كبير عند رب العالمين.