مع اقتراب العد العكسي للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها ربيع 2019 بدأت عدد من الشخصيات والأحزاب المعارضة التحضير والتنسيق فيما بينها لاختيار مرشح واحد عنها وتقديمه لخوض هذه الانتخابات ومواجهة مرشح أحزاب الموالاة (السلطة) الذي لم يتأكد بعد اسمه رسميًا بسبب الحالة الصحية لعبد العزيز بوتفليقة فهل تترك هذه الأحزاب خلافاتها وتصل لاتفاق جدي فيما بينها؟.
ولكن في خطوة غير متوقعة طالب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بتأجيل الانتخابات الرئاسية من أجل تحقيق المصلحة العامة حسب قوله كما لمح إلى انه البطل الخارق الذي سينقذ البلاد حيث قال لو يكون عبد الرزاق مقري رئيسا للجزائر في 2019 فسيكون قادرا على استيعاب الجزائريين وإخراج الجزائر من الأزمة وأضاف لدينا خبرة سياسية كبيرة أدركنا من خلالها بأن الفرصة للاقتراب بين الجزائريين ممكنة والفرصة موجودة والحوار ممكن لكن هناك أطراف داخل السلطة تريد منصب الرئاسة بوسائل غير ديمقراطية…..ويسعى مقري ومعه أحزاب المعارضة إلى استثمار الانقسام الحاصل في صفوف أحزاب السلطة حيث تعرف الساحة السياسية هذه الأيام احتدام الجدال بين أذرع الحكم المختلفة وصل حد تبادل الاتهامات بين قيادات الأحزاب الموالية وداخل الحزب نفسه كما يقع في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وذلك مع اقتراب نهاية الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي تنتهي السنة المقبلة وترى عديد من الأحزاب المعارضة ضرورة تقديم مرشح واحد لهم يقع الاتفاق بينهم على دعمه كليًا لمنحه فرص أكثر للفوز في هذه المحطة الانتخابية المهمة في تاريخ الجزائر فلا يمكن لأي مرشح يترشح باسم حزبه أن ينجح ويفوز على مرشح المولاة.
وكان زعيم حركة مجتمع السلم الإسلامية يرى ضرورة التوافق بين جميع المكونات على تجاوز الأوضاع الحاليّة وقال في هذا الشأن: لم يبق للجزائر بعد ضياع الفرص والأوقات والموارد إلا التوافق بين جميع الفاعلين في الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإنقاذ الموقف ولنسم ذلك ما نشاء: انتقالاً ديمقراطيًا أو تحولاً ديمقراطيًا أو انتقالاً سياسيًا أو انتقالاً اقتصاديًا أو إجماعًا أو تفاوضًا أو توافقًا أو تفاهمًا أو تآلفًا أو تحالفًا لا تهم الأسماء،المهم أن ينتبه الجزائريون إلى أنهم يوشكون على الغرق.