لم يكن الطفل المسمى قيد حياته “عبدالله رحيمي” البالغ من العمر 12 سنة، يعلم أن فرحته بزواج عمه ستتحول إلى مأساة ، و سيكون هذا الحفل آخر مناسبة سيحضرها، حادث مؤلم نزل كقطعة ثلج على سكان بلدية قنواع بأعالي جبال مصيف القل بولاية سكيكدة، فاجعة ذهب ضحيتها الطفل “عبدالله رحيمي” بطلقة نارية طائشة، خرجت من فوهة بندقية والده في حفل زفاف عم الطفل الضحية.
الفاجعة التي اهتزت على وقعها مشاعر كل سكان المنطقة، مساء يوم الخميس، وقعت عندما كان الطفل سعيدا وفرحا، ينتظر بجانب والده قدوم موكب عروس عمه، وبينما كان والده يجهزّ بندقيته بوضع خرطوشتين ليطلقهما في الهواء احتفالا بزواج شقيقه، وهمّ بغلق البندقية ودون قصد انطلقت خرطوشة طائشة من البندقية لتصيب فلذة كبده وتستقر في المنطقة العلوية من صدره، وتتسبب في وفاته.
وقد حاول الحاضرون الذين انقلبت مشاعر فرحهم إلى ذعر وهلع إنقاذ الطفل عبد الله بالإسراع بنقله إلى مستشفى الزيتونة على بعد 8 كلم، غير أنه وبالنظر لخطورة الإصابة، أمر الأطباء بضرورة تحويله إلى مستشفى عبد القادر نطور بمدينة القل، لكنه فارق عبد الله الحياة، قبل وصوله إلى المستشفى، ليخيّم بعدها الحزن والأسى على كل سكان المنطقة، الذين توافدوا على منزل العائلة المفجوعة في ابنها، والذي يشهد له الجميع بأنه كان طفلا هادئا ومتخلقا، وقد خلّفت وفاته صدمة كبيرة لدى لعائلة والجيران، خاصة منهم أساتذته وكل الأسرة التربوية بالمنطقة، خاصة وأن عبد الله هو الابن البكر للأسرة المتكونة من بنتين وعبد لله المميز بأخلاقه العالية، كما انه تلميذ نجيب كان يدرس في السنة الثانية متوسط بمنشأة الشهيد السعيد المرصه ومعدله السنوي 13، وكان حريصا على أداء الصلوات في أوقاتها. كما أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقا معمقا للكشف عن ظروف الحادث الذي لن يكون الأخير في حفلات الأعراس التي تستعمل فيها الأسلحة للاحتفال وتستبدل الزغاريد بالنواح والنحيب.