الحلم بالفردوس المفقود لم يعد يثير فضول الشباب و العاطلين عن العمل و الحالمين بغد أفضل، بل تجاوزه إلى صفوف التلميذات، مما يطرح أكثر من علامة استفهام، فأمس يوم الإثنين،تمكنت مصالح الشرطة بتلمسان، من فك لغز الاختفاء المحيّر لتلميذين في الطور الثانوي، حيث تواريا عن الأنظار قبل يومين، ليتم العثور عليهما من طرف ذات المصالح، إذ تبيّن أنّهما كانا يحاولان ركوب قوارب الموت لبلوغ الضفة الأخرى.
عاشت عائلتان بتلمسان، حالة من الرّعب والفزع بعد الاختفاء الغامض لابنيهما، وهما اللذان اعتادا العودة إلى منزليهما بعد انتهاء الدراسة.
وحسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن التلميذين قد انقطعت أخبارهما، قبل يومين، بعد نهاية دوامهما الدراسي بثانوية أحمد بن زكري، وتزامن غيابهما، مع انتشار أخبار تداولهما رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بكونهما قصد أحد موانئ الغزوات أو وهران أو مستغانم من أجل الهجرة غير الشرعية.
هذه الأخبار التي راجت عبر فايسبوك أخلطت أوراق أهالي التلميذين، وأحرقت قلوبهم شوقا لمعرفة مصيرهما، خاصة وأنهم عند تفتيشهم لأغراضهما لم يعثروا على بطاقتي تعريفهما، مع تسجيل اختفاء بعض الملابس الخاصة بهم. ومع عدم إمكانية التواصل معهما، في ظل إقدامهما على غلق هاتفيهما وموقعيهما على فايسبوك، زادت حالة الخوف والترقب في ظل تضارب الأنباء عن الوجهة التي سلكاها، قبل أن تنتهي معاناة عائلتي ميدون وبختي ظهيرة أمس، بعد ورود معلومات مفادها بأنّ المبحوث عنهما تم العثور عليهما سالمين من طرف مصالح الشرطة، حيث كانا يهمّان بالانطلاق في مغامرة بحرية عبر قوارب الموت لبلوغ الضفة الأخرى.
ولم يشر نفس المصدر، إلى المكان بالتحديد الذي حاول التلميذتان الانطلاق منه لبلوغ الضفة الأخرى، في انتظار ما ستكشف عنه تحريات الشرطة معهما بخصوص الأطراف التي أوهمتهما بالمغامرة وركوب البحر، خاصة في ظل المآسي التي شهدتها، مؤخرا، عديد الولايات الساحلية عبر الوطن.