بصدور دراسة مؤسسة IMMAR لمعدلات المشاهدة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان من 3 إلى 9 من الشهر الكريم، نكون أمام حقيقة مرة يتجرعها المشاهد الجزائري، فقدت أثبت الدراسة أن الكاميرا الخفية و المسلسلات الهزلية حققت أكبر نسبة للمشاهدة، مما يطرح سؤالا حول مضمون باقي البرامج التي لم تلبي ذوق المشاهد؟
برامج شاحبة غاب عنها الإبداع و حضرت النمطية و التكرار و التقليد الذي لم يعد يطرب المشاهد الجزائري، مسلسلات قليلة كان أبرزها الذي توفرت لها أسباب النجاح المسلسل “قلوب تحت الرماد” الذي أنتجته القناة الجزائرية الأولى، هناك إكراهات تخص الميزانيات المرصودة لإنتاجات في مستوى تطلعات ذوق المشاهد.
و تبقى في السنوات الأخيرة الكاميرا الخفية أكثر المواد طلبا في هذا الشهر الكريم، و التي تحقق مشاهدة كبيرة، و التي يبحث عنها المشاهد الجزائري بغزارة، ربما لدوافع سيكولوجية و نفسية نظرا لقتامة الواقع الاجتماعي و الاقتصادي للأفراد و الأسر.
هذا الواقع التلفزي يرغم المشاهد الجزائري للبحث عن فضاءات أرحب توفرها له القنوات الأجنبية و الأنترنيت، فقد أشارت نفس الدراسة التي أجرتها مؤسسة IMMAR أن نسبة مشاهدة القنوات الجزائرية 61 % منها 48 % لفائدة القنوات الخاصةوعددها يفوق 15 قناة و12 % للقنوات التابعة للمؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري، كما أشارت الدراسة أن أن 56 % من الجزائريين يتوفرون على جهاز كمبيوترو54 % يستعملون الانترنت، و تبقى هذه الدراسة نسبية و لا تشكل كل الحقيقة لأنها استهدفت فقط عينة مكونة من 2.480 شخص (51 % رجال و49 % نساء) تتعدىأعمارهم 15 سنة موزعين على الوسطين الحضري (81 %) والريفي (19 %).
هذا المعطى نستنتج منه أن البدائل أمام المشاهد الجزائري متوفرة بغزارة و يستعملها بكثرة نظرا لكونها تلبي رغباته و ذوقه الذي يفتقده في القنوات الجزائرية، و تبقى الدراما السورية من أكثر البرامج مشاهدة من طرف المشاهد الجزائري في شهر رمضان.
و نحن نودع شهر رمضان نتمنى أن تقدم القنوات الجزائرية في رمضان المقبل برامج تستجيب لأذواقنا ترصد لها ميزانيات كافية لإنتاج أعمال تنال رضى المشاهد الجزائري و تخرجنا من روتين موسمي يتكرر كل رمضان.