عاشت جامعة جيلالي ليابس بسيدي بلعباس فصول مأساة، قبل ثلاثة أيام بعد إقدام طالب على وضع حد لحياته بتناوله لمحلول كميائي، داخل حرم كلية العلوم الدقيقة، بسبب مناوشات وقعت بينه وبين أستاذه الذي منعه من حضور الدرس لقدومه متأخرا، و هو الحادث الذي ترك صدمة في نفوس طلبة الجامعة.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن عبارة : “عذرا فلن أتحمل الذل!”، هو آخر ما كتب الطالب لعزيزي نصر الدين الدارس بقسم السنة أولى ماستر تخصص كيمياء، بكلية العلوم الدقيقة، عندما قرر الإنتحار بتناول محلول كميائي يستعمل في عملية التنظيف، بعدما اختلى بنفسه من وراء قاعة المخبر داخل حرم الكلية، وحسب رواية زملائه، فإنه يوم الحادثة كان أستاذ الكيمياء قد تأخر عن موعد حصته بقرابة نصف ساعة، ما جعل الطلبة يغادرون المدرج وانتظاره بالخارج، وعند حضوره تخلف الطالب عن الالتحاق بالمدرج، ما جعل الأستاذ يرفض تبريره بعدم مشاهدته وهو يدخل المدرج، وتبعت ذلك ملاسنات كلامية، انتهت بتوجه الطالب لمكتب رئيس القسم من أجل إخطاره بما حدث، ومطالبته بالتدخل من أجل السماح له بحضور الدرس، إلا أن الأستاذ رفض ذلك وهدد بالامتناع عن التدريس في حال دخل الطالب إلى المدرج، الأمر الذي أثار غضب هذا الأخير، وجعله ينصرف كاتما بداخله غضبا شديد.
وبعد فترة قصيرة عن الحادثة، تفاجأ أحد الطلبة برؤية نصر الدين ساقطا على الأرض ماسكا ببطنه، من شدة الألم الذي كان يعاني منه – حسب أقوال أحد أعوان الأمن -، الذي أكد أنه تدخل برفقة زملائه لنقله نحو مصلحة الاستعجالات الطبية التابعة لمستشفى عبد القادر حساني، أين فارق الحياة بعد يوم واحد من بقائه تحت العناية الطبية المركزة.
وبينما فتحت مصالح الأمن تحقيقاتها حول الحادثة، كشفت إدارة الكلية على لسان الأمين العام السيد يحي كلكول، أنه تم فتح تحقيق إداري ومطالبة الأستاذ ورئيس القسم بتحرير تقرير مفصل حول الظروف التي سبقت إقدام الطالب على القيام بفعلته، مضيفا أنه من الغريب أن يكون سبب الانتحار مجرد مناوشات بسبب تأخر الالتحاق بمدرج التدريس، لاسيما أن الحادثة لم تتزامن مع فترة إجراء الامتحانات، مضيفا أن الطالب معروف بخلقه وهدوئه، ولم يسبق أن أحيل على المجلس التأديبي أو وجهت له إنذارات، يأتي تصريح الأمين العام، في وقت هددت فيه العديد من التنظيمات الطلابية، بشلّ الدراسة بالكلية بداية من يوم غد الأحد، كحركة احتجاجية أولى، تتبعها حركة أوسع تشمل جميع الكليات، للمطالبة بمعاقبة كل الأطراف التي كانت سببا في إقدام زميلهم على الانتحار.