تعود قضية الطفلة رانية التي رحلت عن عالمنا الصغير و هي في ربيعها التاسع، و التي بقيت تصارع مصيرها 15 ساعة قبل أن تلفظ أنفاسها بعد غلق غرفة الانعاش بحجة الأشغال، لترخي سدولها من جديد على الرأي العام، لتفتح من جديد جرحا غائرا، فالمؤسسة الاستشفائية دورها علاج المرضى و ليست قاعة لانتظار الموت.
تفاصيل مؤلمة لوفاة رانية على لسان خال الضحية لأحد وسائل الإعلام الوطنية، يحكي بمرارة أحداث فاجعة طرقت باب عائلتي كركار و غربي من براقي، و تعود لتاريخ 26 يوليوز الماضي، عندما تم نقل الطفلة رانية غربي وحيدة الأسرة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية للأطفال بمستشفى بلفور بالحراش حوالي الساعة الخامسة مساء، و كانت تعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم، و كانت في كامل الوعي، و تم أخذ عينة بولها لتحليلها، ثم ركبوا لها جهاز الحقن بالأنسولين في قاعة الاستعجالات إلا أنه كان معطلا، و اكتشفوا ذلك حوالي العاشرة ليلا، ليتم استبداله بجهاز آخر لكن هو الآخر معطل، و دخلت الطفلة رانية في غيبوبة بعد 5 ساعات و لم يتم نقلها لمصلحة اللإنعاش المغلقة بسبب الأشغال الجارية فيها.
و حسب نفس المصدر فقد غادر الطبيب المناوب المصلحة ليلا تاركا الأطباء المتربصين بدلا منه، فيما حالة رانية تعقدت و استعصت، فطلبوا من العائلة الانتقال لمصلحة إنعاش الأطفال للبحث لها عن مكان شاغر و إحضار الموافقة بالقبول حتى يتسنى لهم تحويلها، و في مصلحة إنعاش الأطفال لبارني ثم رفض استقبالها بحجة توفر 4 أسرة فقط في المصلحة، أما في بني مسوس تحججوا بوجود الميكروبات، فيما مستشفى زميرلي و مصطفى باشا و باب الواد و مفتاح كانت حجتهم غياب مصالح الإنعاش، و خال الضحية يتوفر على الوثائق الطبية التي عليها أختام المستشفيات السابقة.
و يضيف خال الضحية أنهم بينما كانوا في رحلة البحث عن مصلحة الإنعاش تلقوا خبر وفاة الطفلة رانية داخل مصلحة الاستعجالات بعد أن صارعت الموت لأكثر من 15 ساعة، و يؤكد أن سبب موتها هو الإهمال و التقصير.
و يؤكد نفس المتحدث أن عائلة رانية مصدومة من هول وفاة فلذة كبدها، و ستلجأ للقضاء من أجل إنصافها حتى لا تتكرر هذه المأساة التي وقعت لرانية مع أطفال آخرين، مضيفا أن والدة رانية ستلجأ للقضاء لإنصاف طفلتها التي رحلت دون سابق إنذار و سترفع شكوى لمحكمة الحراش بعد غد الثلاثاء ضد المذنبين