في وقت منح الخالق لبلادنا ثروات طبيعية لم يمنحها للكثيرين في هذا العالم، فقد أصبحنا نفرط في هذه الثروات بشكل لا مسؤول يدعو إلى الاستغراب، فالعديد من الأسر بالطارف من العائلات الطارفية تفطر باللحوم بكل أنواعها البيضاء والحمراء، فيما هناك عائلات أخرى تستمتع بأكل نوع آخر ومميز من اللحوم وهو لحم الأيل البربري المعروف محليا بـ”الوحشي”، حيث استطلعنا الأمر عند بعض بلديات الولاية، خاصة تلك التي يكثر فيها هذا الحيوان النادر، على غرار بلدية عصفور تحديدا في جبال بوعباد ومنطقة جبلية تسمى بالوردة، حيث أكد لنا بعض السكان أن هناك العديد من العائلات التي أفطرت على لحم الوحشي (الشافي من عديد الأمراض) طيلة رمضان من دون شفقة ولا رحمة، خاصة أنه يصطاد بطرق غير قانونية، يذبح ويسلخ في الغابة والجبال التي يعيش فيها، وذلك من دون تحرك المعنيين حسب ذات السكان الذين حكوا لنا قصصا كثيرة عن الاصطياد والعبث بهذه الثروة الحيوانية النادرة حيث يأملون وضع حد لهذه الجرائم المسكوت عنها.
فقد سبق لرئيس البلدية أن طرح هذا المشكل على السلطات المحلية، خلال اجتماع تنفيذي موسع محملا إياهم المسؤولية في وضع حد لما يحدث لقطيع الأيل البربري من إبادة على مستوى بلديته والطارف ككل، هذه الأخيرة التي تشتهر به عالميا وتزين به مدخلها الشرقي إلى جانب نافورة مائية جميلة،
و من المفروض أن تتحرك الجهات المعنية وتحميها وأن ينتفض الكل ضد هذه الجريمة التي أبادت تقريبا هذه الثروة التي يفتقدها جيراننا ودول أخرى.
و يبقى السؤال معلقا إلى حين : متى ستتحرك السلطات لحماية هذا النوع النادر على المستوى العالمي من الانقراض؟