بعد أن أثارت قضية وفاة الطفل “بلال بلقاضي” تغمده الله برحمته الواسعة، جدلا واسعا على المستوى الوطني، فقد كشف والده، أنه ظل ضائعا لمدة 9 أيام، و توفي نتيجة العطش والجوع الذي أصابه طيلة فترة غيابه، وأن الأمر لا يتعلق بعملية قتل، هذا في الوقت الذي شيعت فيه جنازة بلال مساء السبت.
و قد تم تشييع الطفل بلال بلقاضي إلى مثواه الأخير عصر يوم السبت، في موكب جنائزي مهيب نحو مقبرة قرية مسقط رأسه وغلانة ببلدية جامعة الواقعة 100 كلم شمال غرب عاصمة ولاية الوادي.
و أوردت الخبر، بأن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن وفاة الطفل بلال البالغ من العمر 14 سنة، كانت بسبب العطش الشديد واستبعد نهائيا فرضية إي فعل إجرامي يقف وراء وفاته، ما جعل النفوس تهدأ وتصبر على حكم الخالق سبحانه بعد أن سادت من قبل عدة أقاويل تتحدث عن احتمال تعرضه لاعتداء ما.
و قد جاء العشرات من سكان الجهة الذي قضوا عدة أيام في البحث عن الطفل المفقود لتقديم واجب العزاء لأسرته المفجوعة في موت ابنها. كما توافد العديد من زملائه في الدراسة إلى بيت بلال والذي كان من المفترض أن يجري معهم امتحان شهادة التعليم المتوسط .
و كان الطفل الفقيد كان قد غادر بيت والديه يوم 25 ماي الماضي على متن دراجته الهوائية دون أن يكشف عن وجهته إلى غاية أن عثر عليه أحد الرعاة قبل يومين جثة هامدة في حالة تعفن متقدمة، في مسلك صحراوي معزول في ضاحية بلدية سيدي خليل بعد نحو 30 كلم من مسقط رأسه، و كان متجها لبيت جده ببلدية تندلة حيث لم يبق عن وصوله إليه سوى 10 كلم ولكن تيهانه في المسالك وانعدام الماء لديه مع شدة الحرارة جعلته يستسلم لقدره ويلقى هذا المصير المفجع.
و صرح والد الطفل “بلال بلقاضي” للشروق، أن جثة بلال سلمت له صباح يوم السبت من طرف قوات الدرك الوطني، ليس عليها أي علامة عنف أو ضرب، كما تم إبلاغه من طرف المصالح المختصة أن وفاة بلال لم تكن بسبب عمل إجرامي، وعلى ضوء ذلك تم تسليمه جثمان الفقيد، الذي عثر على جثته في الصحراء الجمعة، الذي لم يكف والده عن البكاء طيلة تصريحه، وأوضح أن الراحل كان أحب أولاده إليه بسبب رصانته وهدوئه رغم صغر سنه، مشيرا إلى أنه وعده بهدية إذا ما نجح في الانتقال للسنة الأول ثانوي، بحكم أن الضحية كان من المقرر أن يجري امتحان شهادة التعليم المتوسط الأحد ليكشف الأب المفجوع بأن فلذة كبده إختفى عن الأنظار منذ نحو 10 أيام، حيث كان ساعة اختفائه على متن دراجته الهوائية أين شرعت كل العائلة في البحث عنه رفقة مصالح الأمن والدرك الوطني، قبل أن يتجند كل سكان ولايتي الوادي وورقلة لتقفي أثر بلال الذي عثرت عليه قوات الدرك الوطني جثة هامدة في المنطقة الصحراوية الواقعة بين بلديتي سيدي خليل وتندلة.
و خيمت على ربوع ولاية الوادي ومنذ مساء الجمعة أجواء حزينة بعد أن انتشر خبر وفاة الفتى “بلال بلقاضي” إبن قرية وغلانة التابعة لبلدية جامعة بولاية الوادي، و تحولت قرية وغلانة إلى ما يشبه بيت عزاء كبير للفقيد “بلال بلقاضي”، كان أبو بلال وسط الجموع يبادله الناس الذين جاؤوا من بلديات عديدة بولاية الوادي وحتى من ولايات أخرى مشاعر الحزن والمواساة.
وشيعت جنازة الفقيد بمقبرة وغلانة مساء السبت في أجواء مهيبة، وحضر للجنازة جمع غفير من الأهالي وممثلي السلطات، وأبدى الجميع وقوفهم المطلق مع عائلة بلقاضي في محنتها.