تمكنت المصالح الأمنية بولاية تبسة، من تفكيك عصابة إجرامية، تتكون من ثمانية أشخاص، مختصة في استدراج القصّر وتحويلهم بالسلاح الأبيض، وإرغامهم على ممارسة الفعل المخل بالحياء، بعد إجبارهم على تناول الخمور والمهلوسات، وتصويرهم في وضعيات مخلة، وهم عراة، لإجبارهم على ممارسة الفعل المخل بالحياء والتشهير بهم وابتزازهم لمواصلة الانحراف، في وقت مازالت فيه مدينة تبسة،تعيش منذ يوم الخميس، على وقع هذه الصدمة الأخلاقية العنيفة.
و مباشرة بعد حصول عناصر الشرطة القضائية لأمن ولاية تبسة، على فيديوهات وصور فوتوغرافية لطفلين دون سن الرابعة عشرة، تحركت فرقة حماية القصّر، وباشرت تحقيقاتها الموسّعة، حيث تم التعرف في البداية على ستة أطفال ومراهقين من الضحايا وجميعهم من الذكور، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة، أغلبهم يدرسون بالمتوسط والثانوي، حيث تم استجوابهم وسط خوف انتابهم برفقة أوليائهم من الفضيحة، فتم تحديد هوية العصابة الإجرامية، وجميعهم من المسبوقين قضائيا في الثلاثينات والأربعينات من العمر، وتم توقيف خمسة منهم، فيما ما يزال البحث متواصلا لتوقيف ثلاثة عناصر أخرى ما يزالون في حالة فرار.
و تعود تفاصيل هذه القضية حسب ما صرح به الأطفال لمصالح الأمن، إلى سنة 2015 حيث تعرفوا على أفراد العصابة، الذين كانوا يقدمون لهم الهدايا والأموال ثم يحولونهم عندما يرفضون مرافقتهم بداية بالتهديد اللفظي، وإشهار السلاح الأبيض، إلى المناطق الجبلية المحيطة بتبسة، ويمارسون عليهم الفعل المخل بالحياء بالقوة، بعد إجبارهم على شرب الخمور والأقراص المهلوسة والمخدرات، موازاة مع ذلك يقوم أشخاص من أفراد المجموعة بتصويرهم، بواسطة هواتف نقاله، وهم في وضعيات غير لائقة، كما أن جرائم أفراد العصابة، تواصلت حتى بالمنازل والمآرب، وقد تعرض بعض الضحايا، إلى عمليات ابتزاز، وأجبروهم على سرقة أموال أوليائهم وحتى حلي ومجوهرات أمهاتهم لتفادي نشر صورهم ويسلمونهم أحيانا لشواذ جنسيا مقابل أموال.
وقد أكد الضحايا أنهم أصبحوا أسرى في أيدي العصابة الإجرامية، حيث يتصلون بهم يوميا لممارسة الفعل المخل عليهم، وجلب أطفال آخرين لهم، فإن لم يفعلوا، فإنهم مهددون إما بالضرب والتعذيب، أو التشهير بهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقد عجز الضحايا، عن إبلاغ أهلهم وأقاربهم، خوفا منهم، وخوفا من أن ينتشر خبرهم بين أصدقائهم وجيرانهم، وقال أحد الضحايا إن حياتهم تحوّلت إلى كابوس، ولم يتمكنوا من فعل أي شيء، خاصة بعد أن عوّدوهم على تناول الخمور والمهلوسات، حيث صار بينهم مدمنون، رغم صغر سنهم.
وبعد تتمة الإجراءات القانونية، وسماع الضحايا الذين قد يرتفع عددهم إلى أكثر من هذا الرقم الأولي، والمتهمين، الذين وجهت إليهم تهم استدراج القصّر بالعنف، وإرغامهم على تناول الخمور والمؤثرات العقلية وممارسة الفعل المخل بالحياء بالعنف، وتصويرهم بمقاطع فيديو وصور فوتوغرافية مخلة، وتداولها من أجل التشهير والابتزاز والتعدّد، سيتم تقديم المتهمين غدا الأحد أمام السيد وكيل الجمهورية وقاضي التحقيق لدى محكمة تبسة بالتهم الثقيلة.