كانت قضية اختفاء مرشح الأفلان” جودر سعيد” قد أثارت الكثير من من جدل، و استمر الاختفاء حوالي 20 يوما، ليتأكد مقتله بعد أن عثرت مصالح أمن ولاية بجاية، صباح الأربعاء، على جثته، ملقاة بإحدى غابات كاب كاربون ببلدية بجاية، حيث تم تحديد موقع الجثة بناء على اعترافات المتهم الرئيسي الذي أوقفه أمن ولاية تيبازة.
هذه الجريمة البشعة، روى تفاصيلها رئيس أمن ولاية بجاية، العميد الأول للشرطة “بن ناصر عبد الله” خلال الندوة الصحفية المنظمة مساء الأربعاء بمقر أمن ولاية بجاية، و التي راح ضحيتها مترشح الأفلان “جودر سعيد”، موضحا أن شرطة بجاية باشرت المسح الشامل لتراب الولاية منذ 31 مارس المنصرم، لم تتمكن من الوصول إلى أي خيط للقضية، إلى غاية العثور على سيارة المترشح مركونة بحي “أوبيالاف” ببلدية بوسماعيل، من قبل عناصر الأمن، وتوقيف 5 أشخاص مشتبه فيهم في القضية تتراوح اعمارهم بين 29 و30 سنة، 4 ينحدرون من ولاية تيبازة والخامس تم توقيفه ببلدية الحراش بالجزائر العاصمة، وعثر بحوزة أحدهم على الهاتف الشخصي للضحية، كما سمح التحقيق معهم بتحديد المتهم الرئيسي، و يتعلق الآمر بالشاب الموقوف بالجزائر العاصمة، وهو شاب ينحدر من ولاية بجاية يعمل بالحراش، هدا الأخير اعترف ـ حسب نفس المتحدث ـ بارتكابه الجرم، كما دل عناصر الأمن على مكان تواجد الجثة التي عثر عليها في حالة متقدمة من التعفن، كما أنها لم تكن مدفونة، بل ملقاة وسط غابة “كاب كاربون”، وعن الوسيلة المستعملة في التخلص من الضحية، أشار المتحدث أن الطب الشرعي هو الكفيل بتحديدها لاحقا على اعتبار أن الجثة عثر عليها صباح يوم الأربعاء فقط.
و أشار رئيس أمن ولاية بجاية أن القضية تصنف في خانة القانون العام والتحقيقات لا تزال متواصلة لحد الساعة، ولا يمكن الحديث عن دوافع القتل في الوقت الحالي، مؤكدا انه لا يجب إعطاءها تأويلات أخرى.
و تجدر الإشارة أن الضحية “جودر سعيد” البالغ من العمر 66 سنة، المنحدر من منطقة “تيبو علامين” التابعة لبلدية آيت رزين، اختفي عن الأنظار في حدود الواحدة من زوال 30 مارس المنصرم، حيث كان آخر ظهور له حسب محيطه بمقر محافظة الأفلان ببجاية، ما دفع العائلة والمجتمع المدني إلى تنظيم عدة حركات احتجاجية مطالبة بفك طلاسم هذه القضية من خلال تنظيم مسيرة وغلق الطريق الوطني رقم 09 قبل أن يتم صباح الأربعاء العثور على جثته بغابة كاب كاربون ببجاية.
و قد تمكنت فرقة الشرطة القضائية لأمن دائرة بواسماعيل في ولاية تيبازة، من فك لغز اختفاء المرشح عن حزب الأفلان بولاية بجاية “سعيد جودر” البالغ من العمر 66 سنة والذي اختفى منذ ثلاثة أسابيع، حيث كشفت التحقيقات المعمقة اثر العثور على سيارته بحي 156 مسكن ببوسماعيل أول أمس، أن القضية تتعلق بجريمة قتل نفذت بتراب ولاية بجاية وقام الجناة بتحويل السيارة إلى الجزائر العاصمة، ثم القليعة فبواسماعيل بغرض التمويه وتضليل المصالح الأمنية.
حيثيات هذه القضية التي شغلت الرأي العام، لاسيما وأنها تتعلق بمترشح للتشريعيات القادمة، تم تفكيك عقدتها من قبل مصالح أمن دائرة بوسماعيل عقب العثور على رخصة السياقة للمدعو “س.س” البالغ من العمر 29 سنة والمنحدر من مدينة القليعة داخل سيارة الضحية التي كانت مركونة بالحي المعروف محليا بـ”الأبيالاف” ببوسماعيل، حيث قامت مصالح الأمن بتوقيفه على الفور واقتياده للتحقيق ليتبين بعد إصراره على عدم الاعتراف بأية علاقة له بالقضية، أن شقيقه المدعو “ب.س” والذي يملك محلا لصناعة الحلويات بمدينة القليعة وراء تهريب السيارة إلى بوسماعيل بعد أن اكتشف من طرف متورط آخر ينحدر من الحراش بالجزائر العاصمة أن السيارة ملك لشخص تم قتله ليسارع إثرها إلى محاولة التخلص منها.
فيما مصالح الأمن وبعد حصولها على المعلومات التي أدلى بها الموقوف “ب.س” وتتبع اتصالات المعني، اتضح أن هذا الأخير قام ببيع هاتف الضحية الذي عثر عليه بالسيارة لشخص والذي قام بدوره ببيعه لشخص آخر، الموقوف “ب.س” اعترف بأن صديقه “الحراشي” وراء جلب السيارة إلى مدينة القليعة وسلمها له دون أن يخبره بالقضية، الأمر الذي دفع بمصالح الأمن إلى تمديد الاختصاص لتوقيف المشتبه فيه الخامس والذي انهار أثناء التحقيق معه واعترف أن صديقه المنحدر من ولاية بجاية هو من قام بقتل الضحية واخفاء جثته وقام بنقل السيارة إلى الجزائر بغرض إبعاد الشبهات عن جريمته.
إثر ذلك تم تسليم الموقوفين الخمسة إلى مصالح أمن ولاية بجاية التي قامت بتوقيف المشتبه السادس، وكشف مكان إخفاء جثة الضحية، لمواصلة التحقيق وكشف الأسباب الحقيقة التي أدت إلى ارتكاب هذه الجريمة.
و من جهته تعهد حزب جبهة التحرير الوطني، بالتكفل بعائلة الضحية المترشح جودر سعيد، ومتابعة ملفه في العدالة إلى غاية معاقبة المجرمين على فعلتهم، بعد العثور عليه مقتولا في غابة ببجاية عقب 20 يوما من اختفائه.
فيما اضطر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، إيقاف حملته الانتخابية، وتغيير البرنامج في آخر لحظة بعد أن تأكد خبر مقتل مرشح حزب جبهة التحرير الوطني السعيد جودر، في بجاية، وتعهد الحزب بالتكفل بعائلة الضحية ومتابعة ملفه في العدالة إلى غاية معاقبة المجرمين على فعلتهم.