في وقت يسعى فيه المجتمع المدني إلى القيام بحملات للنظافة، فإننا نجد سلوكيات عدوانية موازية لهذا العمل، ففي حادث مأساوي يعتبر سابقة من نوعها في بجاية، فقد قام بعض المنحرفين مساء الإثنين، برشق شبان متطوعين في حملة نظافة بالحجارة قبل أن يتطور الإعتداء عليهم بواسطة الأسلحة البيضاء ، و قد نتج عن هذا الاعتداء إصابة إصابة الشابين في الرأس، في وقت ما يزال أحدهما يخضع للمتابعة الطبية بالمستشفى، نظرا إلى الإصابات البليغة التي تعرض لها.
و تعود تفاصيل الحادث حسب مصادر إعلامية إلى اليوم الموالي لحملة التنظيف التي أطلقتها جمعية “القدس” من أجل إزالة أكوام النفايات التي تراكمت على مر السنين بأدراج “شنغاي” التي تربط بين محطة القطار وأعالي المدينة، حيث تمكن المتطوعون الذين تسلحوا بعزيمة كبيرة كبارا وصغارا، من إعطاء وجه آخر لهذا المكان الذي حوله المنحرفون لسنوات طويلة إلى منطقة محظورة على العائلات قبل أن يجدوا ضالتهم بهذا الفضاء الذي أضحى أشبه بمخمرة على الهواء الطلق.
و أضافت ذات المصادر، أن حملة النظافة قد أزعجت العديد من هؤلاء المنحرفين، حيث قدم يوم الحادثة، أحدهم إلى المكان لاحتساء قوارير الجعة التي أحضرها معه، لكن بعض الشباب المتطوعين الذين يحرسون المكان بعد تنظيفه في محاولة منهم لمحاربة هذه التصرفات، طلبوا منه المغادرة، الأمر الذي لم يتقبله المنحرف، فعاد رفقة خمسة منحرفين آخرين وأخذوا يرشقون المتطوعين بالحجارة قبل أن يحاولوا الاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء، مما أدى إلى إصابة شابين في الرأس.
فيما تمكن المتطوعون من الهرب ليتم إبلاغ مصالح الأمن حيث تم إيقاف منحرفين بعين المكان فيما تمكن أربعة آخرين من الهرب.
وقد ندد سكان مدينة بجاية وكذا أعضاء جمعية “القدس” بمثل هذه التصرفات، مطالبين بتوفير الأمن على مستوى أدراج “شنغاي”، هذه الأخيرة التي كانت قبل عشرات السنين بمثابة قبلة للسياح والعائلات قبل أن تتحول إلى منطقة محظورة بقلب عاصمة الحماديين، كما تسمح هذه الأدراج باختصار المسافة بين المدينة القديمة ومحطة القطار بدل الدوران لمسافات طويلة.