شهد يوم السبت الماضي مقتل شاب جزائري يدعى “جمال لاغة” في ظروف غامضة بالمقاطعة السابعة في مدينة مارسيليا الفرنسية، وحسب أفراد من عائلة الضحية، فإن إبنها الذي يعمل في محل قصابة خاص باللحوم الحلال، في المدينة الفرنسية الجنوبية، تلقى طعنات خنجر، من مجهولين على مستوى الصدر، إضافة إلى خدوش متفرقة في وجهه، وتم رميه من الطابق الرابع عشر، من عمارة في نفس المقاطعة، حيث وجد جثة هامدة منذ الساعات الأولى من صباح السبت، وينتظر أهل الضحية، تقرير الطبيب الشرعي رفقة نتائج التحقيق الذي فتحته الشرطة الفرنسية، الذي سيظهر هذا الإثنين.
وتعيش مدينة خنشلة وخاصة سكان حي بوزيد، بقلب المدينة، تحت الصدمة، لأن الضحية يعتبر سفيرا للأعمال الإنسانية، لأهل المنطقة في فرنسا، حسب وصفهم، إذ يزودهم بالدواء المفقود في الجزائر لمرضاهم تطوّعا، كما فتح بيته العائلي في مارسيليا للتكفل بالمرضى القادمين من مدينة خنشلة.
وترك جمال لاغة ثلاثة أولاد، أكبرهم بنت لا يتعدى عمرها 13 سنة، كما خلف زوجة حامل تنحدر من ولاية سوق اهراس، وكان الضحية جمال لاغة قد هاجر إلى فرنسا واستقر بها منذ 14 سنة، إذ التحق ببعض من أفراد عائلته، ولكنه لم ينقطع أبدا عن زيارة مدينة خنشلة، وكانت آخر مرة، زار فيها المدينة، في أواخر السنة الماضية، محملا كعادته بحقيبة من الأدوية لمرضى المدينة، وأقيم منذ أول أمس عزاء شعبي في حي بوزيد، حيث أجمع المعزون على طيبة جمال، وذكر أحدهم وهو مريض من مدينة قايس بأنه تلقى من الضحية خلال الشهر الماضي مجموعة من الأدوية بقيمة مالية تفوق 120 مليون سنتيم، لعلاج والده. وينتظر نقل جثمان الضحية في الساعات القليلة القادمة عبر رحلة من مارسيليا إلى مطار قسنطينة محمد بوضياف، حيث سيوارى الثرى في المقبرة المركزية، في الوقت الذي تصر عائلته على معرفة حقيقة الجريمة الصادمة وأسماء الجناة، الذين غدروا بابنهم.