نشرت الروائية الشهيرة احلام مستغانمي تدوينة على صفحتها الفيسبوكية اليوم تعيب على الحكومة والبلاد عدم اعطاء السوريين تأشيرات لدخول البلاد وكتبت استوقفني هذا التعليق المؤثر كإنسانة أولاً ثمّ كمواطنة جزائرية لأنه يتوجه إلى دولتي الجزائرية عبر صفحتي التي هي صفحة عربية ذات توجّه إنساني لا تدقق في الطوائف والأعراق والمذاهب ولا تنحاز إلى جهة ولا تحاسب أخرى وإنما يعنيها تخفيف المآسي الإنسانية التي غدت قدر الملايين من البشر وأولهم إخوتنا السوريين الأقرب إلى قلوبنا لأنهم الكرام الذين تآمر عليهم الأشرار من كل صوب . علينا أن ندخل في وجدان إنسان سوري لنفهم عمق صدمته هو الذي اعتاد أن تكون يده هي العليا وأن يكون قلبه مشرعا قبل حدوده لكل من قصده . أن يستضيف كل عربي دون أن يحقق في عرقه أو طائفته أن يستقبل من يلجأ إليه في بيته لا في خيمة ينصبها له . أن يتقاسم معه الرغيف والمدرسة والوظيفة وإذا بكل الأبواب تسد في وجهه وأوّلها العربية.
وأضافت احلام مستغانمي آلمتني هذه الرسالة التي وصلتني من أخت سورية فقدت ابنتها الصبية وهي الآن وحيدة مع ستة صبايا تخاف عليهم من الخطف و القتل وكلّ ما تريده تأشيرة إلى الجزائر لتلتحق بقريب لها هناك يستقبلهم ويتكفل بهم . ولا تفهم ولا أنا أفهم أن ترفض لها الجزائر هذه التأشيرة التي أصبحت كل غايتها في الحياة . لقد فتح لنا السوريون بيوتهم وقلوبهم منذ الأزل ولأنهم الأكثر نخوة اختارهم الأمير عبد القادر مضربا لخيله ومسقطاً لقلبه يوم نفي من الجزائر. ولأنهم الأكرم هم من الدول العربية القليلة التي خلال سنوات الإرهاب العشرة التي عان منها الشعب الجزائري ودفع ثمنها 200 ألف ضحية و سمحوا للجزائريين دخول سوريا من دون تأشيرة. أهكذا يردّ الجميل ؟ ما كنت لأدعم مطلب هذه السيدة الفاضلة لو لم تكن أمًا لعائلة وفي عنقها صبايا هن في عصمة المجرمين و ليس من النبل ولا الإنسانية التخلي عنهن فهي لا تشكل أي خطر على أحد ولا يمكن أن يشتبه في أمرها . إني أنشر نداءها و مناشدتها هنا إلى السيد وزير الخارجية الجزائرية المعروف بإنسانيته وطيبته و أتمنى من كل كبرى الصفحات الجزائرية إعادة نشر هذا المنشور كي تصل مناشدتنا هذه إلى السلطات المعنية.