اصبحنا نعيش في عصر تحول فيه كثير من دعاة العلم إلى متاجرين في الدين لا يقولون إلا ما يُرضي الحكام فهم لا هم لهُم إلا مُنافقة المسؤولين ومدح فسادهم وظلمهم وتبرير مُوالاتهم للفساد ولكن الحمد لله الذي يُوجد في الوطن رجال شرفاء فاسمعوا يا مشايخ دراهم إن التظاهر من أجل المطالبة بحق أو إنكار منكر جائز شرعا طالما لا يحمل سلاحا والتظاهر المؤثم هو المصحوب بالإثم والعدوان وسنستشهد لكم بالآية الكريمة { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان } إن محل مشكل هنا ليس مجرد التظاهر ولكنه التظاهر المصحوب بالإثم والعدوان أما التظاهر السلمي فلا شيء فيه ونرفض رفضا قاطعا ان تفتروا على الله كذبا بالقول بالتحريم بدون دليل قاطع من كتاب أو سنة مشيرا إلى أن ما غير الكتاب والسنة فهو من اتباع الهوى والكذب على الله خاصة أن قضية التحليل والتحريم هي من قضايا الإيمان والكفر إن التظاهر بالحق لا يكون أبدا ضد أشخاص لكنه يكون ضد أوضاع تسبب فيها أشخاص ومثل هذا يكون من باب إسداء النصح وتوجيه النظر وذاك كله من الحقوق الطبيعية للإنسان بطبيعة خلقه فهو مثل حق التنفس والنظر وليس من حق أحد منعه.
فلكي لا يؤثر فينا تجار الدين ولا نضل علينا ان نقيس اقوال كل من يدعي العلم بالقرأن والسنة فما توافق معهما أخذنا به وما تعارض معهما ضربنا به عرض الحائط فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي عضوا عليهما بالنواجذ).