اتهم المحتجون في القبايل عناصر الاستخبارات بالتنكر في ملابس مدنية للقيام بأعمال تخريب تستهدف تشويه صورة الاحتجاجات وتصويرها بأنها حركة تخريبية وقال احد منسقي الاضراب العام أن ظاهرة التخريب في المظاهرات ليست طارئة حيث شهد بلدنا في السابق عدة مظاهرات استعمل فيها التخريب للممتلكات العمومية والخصوصية على السواء لضرب الاحتجاجات في الصميم وتقليب الرأي العام ضد المحتجين.
بالمقابل قال احد اساتذة الاجتماع إن تفسير سلوك التخريب يمكن أن يكون تعبيرا لاشعوريا عن رفض للنظام العام القائم في خطوة اندفاعية نحو تغييره سيما عندما لا تملك الجماهير ثقافة وتربية للاحتجاج تنأى بها عن الفوضى العارمة فلا ترى وسيلة للتعبير عن غضبها أقوى من التحطيم والتكسير والتدمير كما أن فئة من العاطلين والمظلومين والمحرومين قد يرون في انفراط عقد النظام فرصتهم المواتية لينتقموا من الدولة ويسلبوا منها ما تصل إليه أيديهم. كما أرى جانبا من تفسير هذا السلوك الأهوج يكمن في تعود الطفل منذ الصغر على توسيخ جدران المدرسة وتخريب الطاولات والسبورة وتدمير ما يستطيع في المرافق العامة أو يرى آثار ذلك بارزة في الأزقة والشوارع التي يعبرها ذهابا وإيابا في طريقه إلى المدرسة فينشأ على اللامبالاة بالممتلكات العامة بل واستباحة العبث بها بشكل تخريبي واضح وهو لا يشعر أنه يقوم بعمل مشين يعود عليه وعلى غيره بالضرر الشديد وحتى البرامج التربوية التي يمكنها أن تكون وقاية وعلاجا لهذه الظاهرة إما أنها منعدمة أو عبارة عن كلام رتيب لا يصاغ في قالب تربوي مؤثر ينفذ إلى أعماق النفس ويغير من حالها مثل أن يعرض شريط لبعض المظاهرات التي يحصل فيها شغب وتكون نتائجه بينة ومعبرة ويطرح للنقاش والحوار في اتجاه بلورة مواقف ناضجة مؤسسة على أدلة مقنعة يتعزز بها في الوجدان حب الوطن وبغض الفوضى وإتلاف الممتلكات العمومية.
هناك اتفاق بين كلام الاستاذ وكلام المحتجين ان تخريب مصدره الحركي سواء بعملائهم المتنكرين او بمناهجهم التعليمية الفاشلة .