بعدما اعتقد المجتمع الجزائري أن مخلوقا اسمه “القمل” قد انقرض، نتفاجئ بإعلان أولياء التلاميذ حالة طوارئ بعدما تم إعلامهم من قبل مدراء مدارس أبنائهم و مختلف دور الحضانة أن عدوى القمل تفشت بين الأطفال لذا توجهوا لاقتناء الأمشاط والشامبوهات الخاصة لمحاربة هذا الداء قبل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة.
و بما أن الأطفال يحتكون ببعضهم البعض كثيرا أثناء اللعب فإنهم الشريحة الأكثر عرضة للعدوى بطريقة سريعة جدا ومع أن أكثر الأولياء يعملون خاصة الأمهات فإنهن ينشغلن عن مراقبة شعر أبنائهن خاصة منهم الإناث، وفي هذا الصدد أكد الدكتور «نيقروا» المختص في طب الأطفال أن هاته الشريحة هي الأكثر تضررا فيما يخص تفشي هاته الظاهرة والسبب راجع إلى اكتظاظ الأقسام واحتكاك الأطفال فيما بينهم دون وعيهم بخطورة الأمر لأنهم عاجزون عن الاهتمام بأنفسهم أو التعبير عما يشغلهم إذ لا يخبرون حتى أوليائهم في حالة حدوث حكة شديدة بفروة رأسهم، إضافة إلى أن هاته الحشرات لا ترتبط بمكان أو زمان معين بل هي موجودة على مدار السنة، كما أضاف ذات المتحدث، أن هاته العدوى انتقلت من المدارس العمومية إلى المدارس الخاصة التي لا يوجد اكتظاظ في أقسامها أي أنها انتقلت من عالم الفقراء إلى عالم الأغنياء، هذا دليل على أن العدوى لا تخص فئة معينة بل تأتي نتيجة الإهمال وعدم مراقبة الأطفال بسبب انشغالات أوليائهم ولهذا السبب يقول ذات المتحدث، أنه من الضروري العودة إلى طرق الجدات من أجل القضاء على هاته الظاهرة من خلال تمشيط الشعر واستعمال الشامبوهات الخاصة واستعمال بعض الطرق والوسائل التقليدية للقضاء على الظاهرة على أن لا تكون خطيرة على الطفل لان فروة رأسه حساسة ومن الممكن أن يثير استعمال مبيد الحشرات مثلا آثار جانبية جد خطيرة.
أما من جهته، فقد أكد ممثل جمعية أولياء التلاميذ بالعاصمة «حويسان.م» أن علاج القمل الذي انتشر بطريقة رهيبة في هاته الأيام يستدعي تكاثف الجهود ابتداء من الأم الذي يجب أن تلعب دور رقيب يومي حتى تقلل من خطر انتشار العدوى مرورا بوحداتها للكشف الطبي المبكر عن هاته الظاهرة حتى تتفادى انتشار العدوى التي يعاني منها التلاميذ والمعلمين على حد سواء.