بعد أن هدد التكتل النقابي المستقل بالخروج للشارع، فقد قررت وزارة الصحة استدعاء نقابات القطاع طيلة شهر نوفمبر الجاري، من أجل التفاوض دون “إقصاء و لا استثناء”.
و بعد لقاء التكتل المستقل شددت على أن هذه اللقاءات مبنية على قناعة بأن المريض فوق كل اعتبار، فالشركاء الاجتماعيون حسب وزارة الصحة، حريصون على حماية خصوصية العمل الصحي.
كما أعلنت وزارة الصحة أن دورة جديدة من اللقاءات بين اللجنة المركزية المكلفة بالحوار و المتابعة للوزارة ستنظم خلال شهر نوفمبر الجاري، و تندرج هذه الدورة، في إطار استمرارية اللقاءات التي قامت بها اللجنة مع جميع الشركاء الاجتماعيين “دون إقصاء” و “لا استثناء” بما أن تعزيز الحوار حسبها يسمح بالاستباق و دراسة المسائل و المشاكل المطروحة في إطار تشاوري و منظم يسمح بضمان السير الحسن للمؤسسات الصحية.
و ذكرت الوزارة انه علاوة على المجالس الوطنية لأخلاقيات مهنة الطب الذين تم استقبالهم يوم 26 سبتمبر 2016 ، فان تسعة لقاءات نظمت منذ نهاية شهر سبتمبر حتى اليوم مع نقابات القطاع سيما شبه الطبيون و الاستشفائيون الجامعيون و النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية و أساتذة تعليم شبه الطبي و الأطباء العامون للصحة العمومية و الممارسين المختصين للصحة العمومية، بالإضافة الى الأطباء النفسانيين و نقابة ممارسي الصحة العمومية التي تضم أطباء الأسنان و صيادلة الصحة العمومية.
و قد نوهت الوزارة بنوعية النقاشات وروح المسؤولية التي ميزت تلك اللقاءات “و هي على قناعة بأن جميع الشركاء الاجتماعيين الحريصين عل المحافظة على خصوصية العمل الصحي سيضعون مصلحة مستعملي المرافق الصحية فوق كل اعتبار..”.
فيما أكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية الدكتور مرابط الياس الممثل الوحيد للقطاع في التكتل المستقل بعد انسحاب شبه الطبيين و النفسانيين، بأن تنظيمه في انتظار تنظيم جلسة عمل مع المسؤول الأول عن القطاع عبد المالك بوضياف، تبعا للطلبين المودعين في أفريل و سبتمبر الماضيين دون رد، مشيرا إلى أن نقاباته حظيت فعلا باستقبال أعضاء اللجنة المركزية المكلفة بالحوار مع الشركاء الاجتماعيين في غياب الوزير، حيث أكدت الوزارة من خلال الاجتماع أن اللقاء ليس جلسة صلح، و لا علاقة له بالإضراب المنظم في إطار التكتل، و انما يندرج في إطار سلسلة المشاورات مع الشركاء الاجتماعيين.
في انتظار ما ستفرز عنه هذه الاجتماعات و الجلسات و النقاشات، التي تأتي في ظرفية تتسم بالتوتر و الأرق الاجتماعي و المهني، فهل ستخضع وزارة الصحة لمطالب نقابتها أم فقط محاولة للتهدئة و استهلاك مزيد من الوقت في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة.