انتهجت إيران مجموعة من السياسات الرخوة التي ساعدتها على التوغل في الجزائر من بينها تقديم مساعدات تنموية في مجالات التكنولوجيا ومجالات الطاقة والتنقيب عن البترول والاستكشافات البترولية وصيانة معامل تكرير النفط والصناعات البتروكيماوية والغاز وتنمية القطاعات الزراعية والصحية وهذه الاخيرة وعلى هامش الزيارة التي قام بها وزير الصحة الإيراني هاشمي حسان رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف إلى مجمع مخابر فراتير رايزس قال الوزير الإيراني أن هذه الزيارة تعد بمثابة الخطوة الأولى للشراكة الجزائرية الإيرانية معبرا عن أمله في تطويرها مستقبلا.
كانت إيران ولا تزال ترى أن الجزائر تمثل مدخلاً إلى الدول المغرب العربي والبحر الابيض المتوسط وكان المسؤولون الإيرانيون دائماً ما يؤكدون في تصريحاتهم عن الجزائر أنها بوابة تصدير الثورة إذ وصف وزير الدفاع الإيراني السابق مصطفى محمد زاد الجزائر بأنها حجر الزاوية في الإستراتيجية الإيرانية بالمغرب العربي. اختلفت دوافع النظام الإيراني من وراء التغلغل في الجزائر بين اقتصادية وسياسية ودينية. ولتحقيق أهدافه في الجزائر كان لا بد له من البحث عن مناطق إستراتيجية ينطلق من خلالها ويستخدمها مساراً رئيسياً لبلوغ الأهداف المنشودة فكان التركيز على شرق وغرب الجزائر بشكل واضح وذلك لما يتمتَّعا به هذان الموقعان من ميزات قلّ أن توجد في بقية دولة الجزائر اهمها تغلغل الى تونس والمغرب بسهولة. وكان لهذا الانفتاح والتركيز الإيراني الكبير على الجزائر أثر سلبي على النسيج الاجتماعي والثقافي للدولة كما انعكس سلباً على عَلاقة الجزائر بمحيطها العربي لذا فإن السؤال الأساسي ما أهم أسباب ودوافع الوجود الإيراني في الجزائر؟
بسبب الموقع الجيو ستراتيجي الذي تتمتَّع به الجزائر أَوْلَت إيران هذا البلد أهمية كبيرة لأنه يقع في الفناء الخلفي لاروبا وفي الوقت نفسه تعتبر الجزائر البوابة الكبيرة للمغرب العربي لذا سعت إيران لتجعل منها منطلقا لنفوذها على بقية الدول المغرب العربي و افريقيا . عملت إيران منذ بداية انفتاحها على الجزائر على نشر المذهب الشيعي كأولوية لإستراتيجيتها عبر مؤسساتها الدينية ومراكزها الثقافية في الجزائر ويتمثل دور الملحقيات والمراكز الثقافية بمجالات الآداب والفنون في التعريف بالبلد وثقافته وموروثاته ومعالمه السياحية والحضارية ولكن إيران انحرفت بهذه المراكز عن غرضها الدبلوماسي والثقافي المعلن فصارت منصات للترويج للأفكار والكتب ذات الصلة بالمذهب الشيعِي كما اجتهدت هذه المراكز طوال السنوات الماضية في تعميق العلاقات الثقافية مع كل الجهات ذات الصلة بالجوانب الثقافية مثل الصحف والجامعات والمكتبات العامة ووزارة الإرشاد والأوقاف واتحادات المرأة والشباب والطلاب وتنظيم احتفالات ذات طابع شيعي مثل الاحتفال بمولد الإمام الرضا وميلاد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وذكرى كربلاء وغيرها ومن هنا بدا ازدياد اعداد المتشيعين في الجزائر.
لو تمعن حكام الجزائر إلى ما يقع في سوريا والعراق ولبنان واليمن وعلاقته مع ايران ما ادخلوا راس الافعى الى بيوتنا .