تعيش الأحزاب الجزائرية في هذه الفترة أسوأ حالاتها بسبب موجات الصراعات وبروز الأصوات المحتجة داخلها والمشاكل مع متطلبات الشعب الجزائري وصراعات القيادة التي تنتهي بالانقسامات التي ضربتها دون استثناء ولم ينج منها حتى الحزب الحاكم حزب جبهة التحرير الوطني والظاهرة الأبرز أن قيادات هذه الأحزاب مشغولة دائما بالمعارك حول النفوذ والمناصب الداخلية والمصالح الشخصيه بدلا عن المصلحة العامة ما أبعد هذه القيادات عن الاهتمام بقضايا المشهد السياسي والوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي والمعقد الذي يعيشه المواطن الجزائري البسيط. وهي القضايا أكثر إلحاحًا للاهتمام بها في نظر الشعب الجزائري الذي تضاعف عنده فقدان الثقة والزهد في الانتماء ومناصرة هذه الأحزاب بدرجة كبيرة جعلت الكثير من شرائح الشعب الجزائري يرفض المشاركة في مهزلة الانتخابات.
مرة أخرى تصاعدت وتيرة الخلافات بين قيادات حزب جبهة التحرير الوطني بعدما تمت تنحية عمار سعداني من امانة الحزب لتزيد تلك التنحية الوضع تعقيدا وتنسف كل مبادرات رأب الصدع بينما عدّ مراقبون القرار الذي اتخذه اعضاء الحزب مؤخرا وخصوصا المتعلقة بإعفاء عمار سعداني بأنها بمثابة قاصمة ظهر لأي محاولات للتقارب بين عبد العزيز بلخادم ومناوئيه في حزبه ورجحوا استمرار الخلافات مع إشارات لصراع خفي حول المناصب القيادية.
في الوقت الذي يسوق فيه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس أن الأمور داخل حزب الافلان على أحسن ما يرام وأن هناك تفاهم وتنسيق بين جميع مكوناته ابتداء من القاعدة إلى القيادة . فإن ما يعيشه حزب جبهة التحرير الوطني هذه الأيام يؤكد عكس تصريحاته وخطاباته حيث أن الحزب يغلي على نار هادئة والدليل على ذلك ما تعيشه جميع فروع الحزب على صعيد التراب الجزائري وكذا الصراع الخفي بين جمال ولد عباس وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب حول التزكيات هذا في الوقت الذي يعمل فيه الأمين العام على شحد أتباعه لمواجهة خصومه خاصة الامين العام الاسبق لحزب جبهة التحرير الوطني و الوزير الحكومي السابق عبد العزيز بلخادم.
ان ما يقع داخل الاحزاب الجزائرية من صراع على مراكز القيادية وعلى الامانة عامة لتلك الاحزاب تجعل المواطن الجزائري يتقزز من تلك الاحزاب ويترفع عن مشاركة في مهزلة اسمها الانتخابات .