تعتبر زلات اللسان تعبيرا عن رغبة غير واعية وأن ما يقال بشكل عفوى هو ما يختزنه المرء عادة فى اللاوعي إلا أن المصطلح فى حد ذاته أصبح من أشهر المصطلحات فى السياسة والعلاقات الدولية حيث يلجأ اليه السياسيون لتبرير كلمات قيلت خارج سياقها وسببت حرجا بالغا لقائلها ودفعته لاستخدام هذا المصطلح للبحث عن مبررات يتملص بها من تصريحاته ويبرئ بها ساحته ويقدمها بديلا عن الاعتذار أو سحب التصريح المثير للجدل خاصة عندما يكون هذا الشخص فى موقع المسئولية وفى منصب له وزنه فتكون محاسبة الناس له دقيقة بل وقاسية فى معظم الأحيان.
يعد الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عمار سعداني من أشهر السياسيين الجزائريين الذين وقعوا فى زلات اللسان أكثر من مرة ومن أشهرها اتهامه رئيس جهاز الاستخبارات السابق الجنرال توفيق بالوقوف خلف الانقلاب على جبهة التحرير الوطني في بداية التسعينات وحبس الكوادر وتخويف الجزائريين مضيفاً نملك الدليل على ذلك وتقترب هذه التهمة من حديث ناشطين إسلاميين كانوا يتهمون جنرالات الجيش بسجن الآلاف من المتعاطفين مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العام 1992. لكن التهم الكبرى التي وجهها سعداني للجنرال توفيق كانت حول قضايا شهدتها الجزائر في السنوات الخمس الأخيرة وشكلت أزمات كبيرة للحكومة وخلقت نقاشات واسعة حول مسألة الهوية فاتهمه بالوقوف وراء أحداث غرداية وهي أعمال شغب كبيرة تكررت لسنوات بين عرب و أمازيغ . ولم يسلم ايضا رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم من هجوم سعداني إذ وصفه بـمناضل فرنسا في حزب جبهة التحرير الوطني وذهب إلى حد القول أن أسرة بلخادم كانت في صف المحتل أثناء الثورة الجزائرية. وبرغم ان مقاله امين عام الحزب الحاكم في الجزائر يعد اتهاما كبيرا في حق شخصين اترى في المشهد السياسي الجزائري وكان يجب على دولة ان تفتح تحقيق فيما قاله لان التهم الذي وجهها الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عمار سعداني الى الجنرال توفيق و رئيس الحكومة السابق عبدالعزيز بلخادم تدخل في خانة الخيانة العظمى واقل عقوبة فيها الاعدام بالرصاص لكن الدولة تغاضت عن تصريحه واعتبرته زلة لسان وان عمار سعداني رجل كبر في سن وبدأ يخرف .
عندما يتكلم المسؤول تكون كل كلمة ينطقها محسوبة عليه حتي لو قالها كنوع من الدعاية او الهمس او في جلساته ألخاصة إذ يكفي ان تلتقطها أذن أحد رجال الاعلام لتصبح مانشيتات الصحف وعناوين نشرات الأخبار. ومن هنا نستنتج ان عمار سعداني تمت معاقبته بتنحيته من الامانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر .