في كلمة لوزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح بمناسبة انعقاد الدورة الثانية العادية للمجلس الأعلى للقضاء التي شهدت المصادقة على قائمة الأعضاء المقترحين للتعيين من قبل رئيس الجمهورية ضمن أعضاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، أكد أن المشرع الدستوري وبتعيينه نصف أعضاء الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات من القضاة “يكون قد رسم الطريق التي رآها أكثر ملائمة لتعميق المسار الديمقراطي وتكريس الإرادة الشعبية”.
كما شدد السيد لوح على أن “المشرع الدستوري وبتعيينه نصف أعضاء (الهيئة) من القضاة يكون قد رسم الطريق التي رآها أكثر ملائمة لتعميق المسار الديمقراطي و تكريس الإرادة الشعبية و حق المواطنين في انتخاب من يتولى شؤونهم بكل حرية و شفافية”.
و اعتبر السيد لوح أن القاضي “الذي يمارس مهنته في إطار الاستقلالية ويتحلى بكل قيم التجرد والحياد وعدم الانتماء السياسي أو الميل لأي اتجاه كان”، وبانتقاله إلى هذه الهيئة محملا بهذا الرصيد و باليمين الذي التزم به “سيكون ضامنا موثوقا ومجسدا لمبادئ الشفافية والمساواة واحترام القانون”.
وذكر في هذا الإطار باعتماد الكثير من الدول”التي استقرت فيها الممارسة الديمقراطية” هذه الآلية التي “أثبتت نجاعتها”.
وأردف السيد لوح مشيرا إلى أن هذه التجارب قد اعتمدت على “المداخل الصحيحة المرتكزة على المبادئ العامة التي من شأنها أن تقوي عود الممارسة الديمقراطية والبناء المؤسساتي وتفادي افتعال معارك وهمية أو المساس بالترابط الاجتماعي”.
وواصل الوزير بالتذكير بأن الديمقراطية هي قبل كل شيئ”سلوك مسؤول وقيم واضحة وسياج يعصم الجميع من الزلل والشطط ويحثهم على عدم تضييع الحدود بين الحقوق و الواجبات”.
كما توجه السيد لوح إلى القضاة المعينين لعضوية هذه الهيئة الدستورية، مستعرضا أهمية الدورة العادية الثانية للمجلس والتي تحفل بالقضايا ذات الصلة بالحياة المهنية والوظيفية للقضاة وتلك ذات العلاقة بتحليل ما يجري تحقيقه على صعيد الممارسة القضائية و درجة تطابقه مع الأهداف المرسومة في إطار مسار الإصلاح.
كما سيعكف المجلس أيضا خلال دورته هذه على الوقوف على مسايرة الممارسة القضائية للمقتضيات الدستورية الجديدة التي جاءت ”لتضفي المزيد من المناعة للسلطة القضائية وتصون استقلاليتها وتعزز دورها في حماية الحقوق و الحريات وترسيخ دولة القانون”.
وقال بهذا الخصوص أن الجزائر التي “تتقدم على أسس دولة القانون” قد قطعت “أشواطا معتبرة في تجذير الديمقراطية وتدعيم الحريات الأساسية”.
و أكد بأن السياسة المعتمدة خلال كل هذه السنوات في إطار برنامج رئيس الجمهورية قد”مكنت من استعادة الأمن و الاستقرار وعودة قيم التسامح و الحوار”، وهو ما سيسمح ب”توسيع مستمر في مجال الحريات والحقوق بشتى أنواعها بما فيها حق الشعب الجزائري في اختيار ممثليه على كافة المستويات عن طريق الاقتراع بكل حرية و شفافية”.
وتدعيما لهذا الحق، يأتي عرض اقتراح تعيين 205 قاضيا لدى الهيئة المذكورة خلال هذه الدورة و ذلك طبقا لأحكام الدستور، لاسيما المادة 194 منه التي تنص على إنشاء هيئة دائمة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات والتزاما بأحكام المادة الرابعة من القانون العضوي المتعلق بهذا الجهاز.