أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن “البلدية هي في قلب كل الإصلاحات التي تقوم بها وزارة الداخلية وهي تشهد تحولا تاريخيا من خلال عصرنتها”.
وقال السيد بدوي خلال زيارة تفقدية قادته الى ولاية الجزائر بمناسبة إحياء اليوم الوطني للبلدية، أن “البلدية هي في قلب كل الإصلاحات التي تقوم بها وزارة الداخلية وهي تشهد تحولا تاريخيا من خلال عصرنتها وتمكينها من مرافقة المواطنين في كل المجالات”، مضيفا أن دور البلدية المحوري هو منطلق تخصيصها بيوم وطني “أقره رئيس الجمهورية من خلال مرسوم رئاسي صدر قبل أسبوع، وهذا الترسيم يزيد عائلة الجماعات المحلية فخرا وإصرارا على رفع التحديات المستقبلية”.
وخلال إعطائه إشارة انطلاق مشروع البلدية الالكترونية بمقر بلدية الجزائر الوسطى، أكد وزير الداخلية أن تجسيد البلدية الالكترونية يستدعي “الفوز في المعركة ضد البيروقراطية التي عانى منها المواطن لسنوات طويلة”، مشددا على أن القطاع “في الطريق الصحيح لربح هذه المعركة”.
وفي ذات الإطار، دعا الوزير إلى “تكريس ثقافة الشباك الالكتروني لدى المواطن من خلال التواصل معه عبر كل وسائل الاتصال الحديثة وبالتالي القضاء على البيروقراطية”، مشيرا إلى وجود “استراتيجية وطنية في هذا الشأن ولجنة وطنية تشمل 18 قطاعا وزاريا مندمجا في قاعدة البيانات الموحدة بهدف إلغاء حاجة المواطن إلى استصدار الوثائق الإدارية”.
وفي حديثه عن التنظيم الإداري الجديد، قال السيد بدوي أن القطاع من خلال كل الإصلاحات التي يقوم بها “يحضر بجدية ومسؤولية لإعداد تقسيم إقليمي جديد في المستقبل، تكون فيه الولايات المنتدبة التي تم إقرارها مؤخرا ولايات قائمة بذاتها”.
وقد شملت زيارة وزير الداخلية الذي كان مرفوقا بالسلطات المحلية للولاية، عدة نقاط، استهلها بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الواجب الوطني ولذكرى استشهاد المرحوم مصطفى بونطة بمقر بلدية وادي قريش، أكد خلالها أن ولاية الجزائر “أصبحت شاسعة بعد إعادة تنظيمها وتشييد أحياء سكنية جديدة بها، مما يفرض علينا إنشاء مندوبيات على مستوى المقاطعات الإدارية والأحياء السكنية الجديدة للتقرب من المواطنين والتكفل بانشغالاتهم”.
وشدد على ضرورة “تقريب الإدارة من المواطن من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة وتجسيد اللامركزية في تسيير الإدارة، إلى جانب استباق الانشغالات اليومية للمواطن”.
وببلدية باب الوادي، تفقد الوزير أشغال حماية الواجهة البحرية لـ”كيتاني” و”قاع السور” واستمع إلى عرض حول مشروع تهيئة خليج الجزائر الممتد على 76 كلم، قبل أن يشرف على افتتاح حديقة “براغ” التي عرفت أشغال تهيئة.
وفي توجيهاته إلى القائمين على هذه المشاريع، أمر وزير الداخلية المنتخبين المحليين بإعادة فتح المرافق العامة المغلقة بالجزائر العاصمة واسترجاع أملاك الجماعات المحلية “فورا” واستغلالها لفائدة الشباب، كما شدد على أهمية انشاء فضاءات جديدة للترفيه على مستوى العاصمة، لا سيما –كما قال– وأن خليج الجزائر يضم “قرابة 2،5 مليون نسمة”.
وأكد على أهمية الشراكة بين المستثمرين العموميين والخواص لتوسيع مشروع تهيئة خليج الجزائر الذي رصد له “مبلغ مالي يقدر ب100 مليار دج وذلك بالتنسيق مع القطاعات الوزارية الأخرى”.
وببلدية القصبة، أشرف الوزير على افتتاح معهد الموسيقى لولاية الجزائر “عمر الزاهي” بعد إعادة ترميمه، حيث دعا إلى “فتح المزيد من مثل هذه المؤسسات التكوينية في مجال الثقافة على مستوى الأحياء الجديدة التي تدعمت بها العاصمة مؤخرا”.
وبعدها قام السيد بدوي بتدشين حاضنة الشركات الناشئة لجمعية ريادة الأعمال الاجتماعية لولاية الجزائر، وقال في حديثه مع أصحاب هذه المبادرة، أن “هذا النوع من الجمعيات يساهم في التواصل مع الشباب ويشجع حاملي المشاريع الذين ينبغي مرافقتهم ودعمهم بالوسائل اللازمة”.
وفي نهاية زيارته الميدانية، أعطى الوزير إشارة انطلاق مشروع إنجاز متحف البلدية على مستوى ثانوية الثعالبية سابقا، حيث سيتم ترميم وإعادة تأهيل إقامة “الداي” لاحتضان هذا المتحف.