لم استغرب كثيرا من استقبال نظام الجنرالات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليوم الأحد في إطار زيارة رسمية للأمير (أبو منشار) تستمر ليومين على رأس بعثة عالية المستوى نعم لم استغرب فعلى مر التاريخ الطغاة يدافعون على بعضهم ويصطفون في خندق واحد ضد الشعوب المظلومة .
فكل ما قام به بن سلمان من مجازر ضد المعارضين السعوديين وضد الشعب اليمني وكل ما قام به جنرالات الجزائر ضد الشعب في العشرية السوداء واليوم وكل الذي يحدث من حولنا يجعلنا نسأل أنفسنا كبشر وكمجتمعات بسيطة وكشعوب عربية لماذا وصل هؤلاء الطغاة لهذه الدرجة من السطوة والفساد والجبروت ولما أصبحوا طغاة لدرجة أنهم يتحدون إرادة مجتمعاتهم التي أوصلتهم إلى ما هم عليه حتى وصل بهم الأمر إلى الاعتقاد أنهم فوق الجميع وفوق أي محاسبة واستحقاق ووصل بهم الأمر إلى نسف كل القيم والأخلاق المجتمعية والوطنية في الشرف والنزاهة والشفافية ومحاربة أي شخص يعارض تسلطهم ويقف في طريق تحقيق أهدافهم الشخصية البحتة ورغباتهم المريضة ويصل بهم الأمر إلى تحويل الأموال العامة التي اؤتمنوا عليها إلى موارد خاصة ينفقون منها كيفما يشاءون دون حسيب أو رقيب ويقدمونها هبات وعطايا للأجانب كالرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون والمطبلين الذي يبررون لهم أعمالهم وإن كانت خاطئة كتركي آل شيخ وعلي حداد وعمارة بن يونس وكيف وصلوا إلى احتقار أرادة المجتمع واعتباره مصدرا للتمويل لا أكثر ليستقون بماله عليه ونسأل أنفسنا كيف سكتنا عليهم كل هذه السنين قبل أن تكشفهم الانتفاضات العربية التي عرتنا وفضحت خنوعنا أولا قبل أن تفضح الطغاة وحتى نعرف الأسباب يجب أن نعترف أننا شعوب ومجتمعات سلبية كسولة تفتقر إلى روح المبادرة والعمل وأن نعترف أننا أول الأسباب في صناعة هؤلاء الطغاة وتسيدهم علينا وأكلهم أمولنا بالباطل .
في الأخير يجب أن نعرف حقيقية أن الطغاة لا يولدون طغاة بل نصنعهم نحن في ظروف اجتماعية خاصة نصنعهم بقوة الخوف والتوجس الذي يسكن في نفوسنا فشخصية الطاغية كبن سلمان أو القايد صالح لا تنمو إلا في بيئة الجهل والتقاعس والكسل والتخلف والركون إلى الغير ورغبة البعض وحاجتهم إلى سيد يدوس على كرامتهم وما الطغيان إلا شكل من أشكال إعادة إنتاج التخلف والاستعباد والاستبداد في النظام الاجتماعي والسياسي والمسئول المستبد هو من يزيد التخلف رسوخا بقوة الطغيان ويسعى بكل أدواته إلى كبح جماح التعليم والثقافة وجعله مهمل لا ينتج إلا ما تريده شخصية المستبد من عقول مشوشة وثقافة ركيكة وشخصية مهزوزة لا تستطيع الوقوف في وجه الظلم والاستبداد أو خدمة مجتمعها وتقدمه ورقيه.