أدى التنافس الشرس بين المغرب والصين في السوق الدولية لإنتاج وتصدير الفوسفات إلى انخفاض الأسعار عالميا وهو ما تأكد في النصف الأول من العام الجاري وهو ما يزعج المملكة المغربية بشأن المنافسة التي يتعرض لها منتجها الأول وأهم صادراتها من العملاق الآسيوي ويرى المغرب أن سوق الفوسفات سينهار وسيتأثر بالصادرات الصينية.
وكان تقرير دولي أنجزته المؤسسة الأميركية فيتش ذهب إلى أن المغرب سيستمر في فقدان حصص في السوق حيث سيؤول جزء من ذلك إلى الصين الذي بلورت منذ أعوام خطة لتثمين الفوسفات واحتلال مواقع في الأسواق التي يكون فيها الطلب مرتفعا وتوقعت الجمعية الدولية لصناعة الأسمدة أن الإنتاج العالمي من الفوسفات والحامض الفوسفوري سيرتفع على التوالي بنحو 10و12% في الفترة بين 2019 و2022 خاصة في ظل الاستثمارات التي تنجزها الصين مما جعل مبيعات المغرب من الفوسفات ومشتقاته تنخفض من 4.5 مليارات دولار سنة 2016 مقابل 3.9 مليارات دولار في 2017 فقد ساهمت عودة الصين إلى سوق الفوسفات في تراجع الأسعار وفي الآونة الأخيرة أصابت الصين المغرب بمقتل لأنها هاجمت المغرب على حدوده فقد وقع مجمعي سونطراك و”أسميدال- منال” على إتفاق شراكة مع المجمعات الصينية المسيرة من طرف شركة سيتيك لإنجاز مشروع لاستغلال وتحويل الفوسفات بولاية تبسة شرقي البلاد وهذا المشروع الذي تمتلك الدولة فيه 51 % مقابل 49 % للصين وسخر له مبلغ استثمار بـ 6 ملايير دولار والذي ينتظر أن يدخل مرحلة الاستغلال في سنة 2022 وسيسمح باستحداث 3 آلاف منصب شغل مباشر كما سيضمن مركب الفوسفات عائدات بالعملة الصعبة تتجاوز 2 مليار دولار سنويًا وهذا ما سيخنق الاقتصاد المغربي حسب الطرف المغربي ويتساءل خبراء مغاربة هل هذا هو رد الجزائر على مبادرة ملك المغرب على خلق شراكة مغربية جزائرية تهم جميع المجالات ومنها الاقتصادي وحتى أن بعضهم وصف هذا المشروع بطعن الجزائر للمغرب في ظهر.