قررت الحركة الشعبية الجزائرية تأجيل الفصل النهائي في مسألة الانتخابات الرئاسية ل2019 الى موعد لاحق و للوقت المناسب الذي ستتوفر فيه المعطيات، حسبما أكده رئيس الحركة عمارة بن يونس.
و أوضح عمارة بن يونس، خلال افتتاحه أشغال الطبعة الخامسة للجامعة الصيفية لحزبه بزموري (ولاية بومرداس) أن “المجلس الوطني للحركة الشعبية الجزائرية قرر تأجيل الفصل النهائي في مسألة الانتخابات الرئاسية ل2019 انتظارا للوقت المناسب الذي ستتوفر فيه المعطيات.”
و كان المجلس الوطني للحركة قد انعقد أول أمس، الاربعاء، حيث تبني جملة من “القرارات المهمة”، كما تم خلاله “تأكيد المساندة اللامشروطة والواضحة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة”، كما ذكر السيد بن يونس الذي أضاف بان السيد بوتفليقة هو “مرشح حر ورئيس كل الجزائريين” .
و من جانب آخر، أعلن السيد بن يونس أن الحركة الشعبية الجزائرية لن تنخرط في أي تنظيم أو جبهة “يقودها حزب سياسي” أو “شخص”، مبرزا ان حزبه “سيد في قراراته و علاقاته مع الطبقة السياسية، حيث يلتقي كل الأحزاب لكن بدون إملاءات سياسية وبعيدا عن أي تصفية حسابات حزبية أو شخصية”.
كما تطرق السيد بن يونس الى الحراك الذي تعرفه الساحة السياسية منذ فترة وذات العلاقة ب”الإنتخابات الرئاسية”، موضحا ان ما يحدث اليوم هو “أمر عادي” خاصة، كما قال، و “أننا على بعد 6 أشهر من هذا الموعد الإنتخابي الهام”. و اكد في ذات السياق أن “المعارضة التي تفتقر لنقاش ولمشاريع وبدائل وترفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة فشلت في تقديم مترشح توافقي لها لخوض الانتخابات الرئاسية”.
وأكد في هذا الشأن أن “الشعب الجزائري هو من سيقرر من سيكون الرئيس القادم للجزائر”، مضيفا أن المعركة الانتخابية المقبلة ستكون “معركة برامج وليس تصفية حسابات”.
وفي الشق الإقتصادي، أضاف قال المتحدث أن ارتفاع سعر البترول مؤخرا لن يغير معطيات الأزمة الإقتصادية في الجزائر بل من الضروري مباشرة اصلاحات “عميقة سريعة وجذرية “، وذلك “لإخراج الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات بعيدا عن النموذج الإشتراكي للتسيير الذي أثبت فشله في تحقيق النجاعة”.
واغتنم هذه الفرصة ليدعو لتبني “سياسة اقتصادية حرة و متنوعة قائمة أساسا على الاستثمار الخاص”، مشددا على ضرورة ان تشكل المؤسسة الاقتصادية “قلب المشروع الاقتصادي للجزائر لخلق الثروات ومناصب الشغل للقضاء على البطالة”.
ودعا السيد بن يونس الى ضرورة “رفع العراقيل التي تعيق تحقيق النهضة الاقتصادية”، من خلال “تسهيل الحصول على العقار بالنسبة للمستثمرين واتخاذ اجراءات صارمة لتسهيل تمويل البنوك للمشاريع”.
وفي سياق آخر، أكد السيد بن يونس أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي انتصر على الإرهاب لوحده بدون مساعدة أي أحد، و ذلك، كما قال، ب”فضل شجاعة الرئيس بوتفليقة وحكمة الشعب الجزائري الذي صادق على ميثاق الصلح والمصالحة و حقق السلم والإستقرار” داعيا الى “التزام اليقظة وتعزيز الوحدة الوطنية خاصة و أن الجزائر محاطة بخطوط نار على مستوى الحدود…”.
و فيما يتعلق بانعقاد الجامعة الصيفية للحركة الشعبية الجزائرية، التي يحضرها خبراء في اختصاصات مختلفة، اوضح السيد بن يونس بانه سيسودها، على مدى يومين، “النقاش الحر”، معتبرا هذا الموعد “فرصة للتشاور وفتح النقاش الحر بين إطارات الحزب والقاعدة النضالية”.
علما أن هذه الجلسات تعكف على البحث في محورين أساسين يمثلان، كما صرح السيد بن يونس، “أكبر تحد لإنقاذ الجزائر في السنوات المقبلة، ويتعلق الأمر بالتحدي الأمني والتحدي و الإقتصادي للجزائر”.