تم تنصيب لجنة الصياغة لحصيلة إنجازات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، و هي الوثيقة التي سيقوم الحزب بتقديمها كبرنامج له و لمرشحه سنة 2019 التي ستشهد تنظيم الانتخابات الرئاسية، و عملية تنصيب اللجنة أشرف عليها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة.
و أوضح السيد ولد عباس أن الوثيقة التي ستعكف على إعدادها لجنة الصياغة، ستقدم بعد الانتهاء منها إلى رئيس الجمهورية ثم اللجنة المركزية للحزب التي “ستنعقد الشهر المقبل”، كما “سيتم تقديمها للشعب في 2019″، في تلميح منه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليضيف بأن إعداد هذه الحصيلة “لم يكن سهلا غير أنه كان ضروريا قبل حلول السنة القادمة”.
و في تدخل غلبت عليه الإشارات الضمنية و الإجابات غير المباشرة على أسئلة الصحفيين، قال ولد عباس بأن مضمون الحصيلة سيشكل “القاعدة و الأساس لبرنامج الحزب لعشرية (2020-2030)” ، غير أنه تفادى رغم إلحاح الإعلاميين، الإفصاح عن مرشح الحزب للرئاسيات المقبلة، مكتفيا بالقول أن “مرشح حزب جبهة التحرير الوطني سيكون منه” و بأن هذا الأخير “سيكون عليه التقيد ببرنامج الحزب”.
و بخصوص الحصيلة الرئاسية التي كان قد شرع في جمع المعطيات الخاصة بها منذ شهرين عبر كافة أنحاء الوطن، و التي تم تناولها بالتفصيل عبر “ما يزيد عن 3000 صفحة”، أوضح الأمين العام للحزب أنها “ليست مجرد عمل حسابي اقتصر على الأرقام، كونها تضمنت أيضا الكثير من الحقائق و الإنجازات غير المادية”، على غرار التدابير المكرسة لحقوق الإنسان و الحريات العامة و الفردية التي جاءت تجسيدا لما انطوت عليه التعديلات الدستورية التي أقرها الرئيس بوتفليقة منذ توليه سدة الحكم.
و خلال سرده لأهم إنجازات رئيس الجمهورية على مدار عشرين سنة، تطرق المتحدث إلى أهم ما ميز فترة حكمه، انطلاقا من التزامه بإخماد نار الفتنة و حمله لـ”إرث ثقيل من غياب الأمن و الاستقرار”، و مرورا بمسحه للمديونية الخارجية و تقليصه لنسبة البطالة، فضلا عن المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تم تحقيقها، و في كل ذلك -يقول ولد عباس- “إجابة لكل من يتساءل عن مصير 1000 مليار دولار، أين ذهبت و في ماذا تم صرفها”.
و في رده على سؤال حول قيام حزب جبهة التحرير الوطني بإعداد الحصيلة الرئاسية لوحده بدل التنسيق مع التشكيلات السياسية الأخرى المساندة هي أيضا لبرنامج الرئيس، و في مقدمتها التجمع الوطني الديمقراطي، أشار ولد عباس إلى أن حزبه هو “الوحيد الموجود عبر كافة القطر الوطني، بما في ذلك أصغر البلديات و المداشر” و هو ما يعني -حسبه- أنه الأكثر اطلاعا على ما تم إنجازه على أرض الواقع، علاوة على كونه “لم يحد عن مساندة الرئيس بوتفليقة و لو ميلمترا واحدا”، يضاف إلى كل ذلك أنه “شارك فعليا في كل إنجازات الرئيس”.
و تابع يقول في ذات الصدد “الأمر لا يتعلق بالاحتكار، فنحن متفتحون على مبادرات كل حزب أو منظمة تساند برنامج رئيس الجمهورية غير أن كل باخرة لها قائد واحد و نحن نشغل هذه المكانة”.
و تجدر الإشارة إلى أن لجنة صياغة حصيلة إنجازات الرئيس بوتفليقة تتكون من كافة أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني و الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي الذي يعتبر أيضا عضوا باللجنة المركزية للحزب و كذا المستشار برئاسة الجمهورية بن عمر زرهوني و الوزراء المنتمين إلى الحزب و كذا الوزراء السابقين من نفس التشكيلة و الذين يشغلون حاليا مناصب برلمانية.
و من المقرر أن تتحول لجنة الصياغة بعد انقضاء الاستحقاقات الرئاسية المقبلة إلى هيئة وطنية لمتابعة برامج الرئيس.
و على صعيد مغاير، انتهز ولد عباس المناسبة للحديث مرة أخرى عن بعض المشاكل الداخلية التي يعرفها الحزب و التي استلزمت عرض بعض أعضاءه على لجنة الانضباط، حيث شدد على أن “ما حدث سنة 2004 لن يتكرر”، مؤكدا على أن “من ينتمي إلى الحزب عليه التقيد بالانضباط”.