على بعد أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد الاسواق و نقاط بيع الاضاحي بقسنطينة حركية ملفتة، لكن الحيرة و التوجس من معاودة تجربة تعفن لحم الأضحية كما حصل عيد الاضحى العام الماضي حاضرة بقوة في أذهان المواطنين، لكن الأمل ينشد فيه تخير فرصة اقتناء الافضل من الماشية، و يتردد القسنطينيون على أسواق الماشية رفقة الابناء الذين تزداد فرحتهم لفكرة اختيار الكبش الذي سيرجعون به الى البيت.
وبالنسبة للعارفين بخبايا سوق الماشية فإنها تعرف أسعارا باهظة بفعل بعض المعاملات المنافية لقوانين السوق والعرض والطلب .
ويتراوح سعر الخرفان المعروضة للبيع بالسوق الاسبوعي لبلدية الخروب بين 35 و 40 ألف دج فيما يتراوح سعر الكبش والمعروف محليا باسم “العلوش” بين 50 و 70 الف دج.
وقد أجمع كثير من المواطنين الذين التقتهم وكالة الأنباء الجزائرية في هذا السوق، على أن أسعار الماشية عرفت ارتفاعا معتبرا مقارنة بالسنة الماضية ملفتين إلى أن زيادة أسعارها تراوحت بين 8 و 12 ألف دج.
و أكد يزيد رب عائلة في العقد الرابع من العمر بسوق مواشي “شعب الرصاص” بعاصمة الولاية أن سعر خروف لا يتجاوز وزنه 20 كلغ يتراوح بين 30 و 45 ألف دج بينما لا يقل سعر كبش أقرن سمين عن 60 الف دج.
و أضاف يزيد بنبرة صوت يطبعها الاستياء “من الصعب جدا على ذوي الدخل الضعيف مجابهة مناسبتي الدخول المدرسي وعيد الاضحى معا وعلى الرغم من ذلك فنحن نبذل قصارى جهدنا على أن لا يمر علينا العيد دون أن نضحي”.
من جهته يرجع باعة المواشي وهم يتفاوضون مع زبائنهم أسباب التهاب اسعار الماشية الى التجار الموسمين المضاربين الذين ينتظرون اقتراب عيد الاضحى لاستغلال اقصى فرص الربح فضلا عن ارتفاع أسعار أغذية الانعام.
وأكد أحمد الذي يشتغل في التجارة أن خروف المسيلة يظل في نظره الأفضل مقارنة بغيره رغم كثرة تجواله من سوق لآخر قائلا “عهدت منذ عدة سنوات التوجه إلى المسيلة لاقتناء أضحية العيد وأعتقد أن ماشية منطقة الحضنة غنية عن التعريف إذ أصبحت تربطني بمرور الزمن علاقة بمربي الماشية بهذه المنطقة الشيء الذي جعلني اقتني اضحيتي بكل أريحية “.
و يقترح أحد مربي الماشية ببلدية عين سمارة أضحية العيد مع ضمان وهي المبادرة التي يهدف من خلالها إلى الترويج لسلعته وطمأنة الزبائن المفترضين الذين يخافون الوقوع في مشكل الأضحية التي قد تتعرض للتعفن ساعات بعد ذبحها.
وقد آتت المبادرة أكلها ومكنته من اقناع زبائنه واستقطابهم مؤكدا أنه يعرض ماشيته التي لا تستهلك مكملات غذائية وأنه على استعداد لتعويض زبائنه في حال تبين أي عرض سلبي على أضاحيهم.
و تضاعفت من جهتها اعلانات بيع الاضاحي في مواقع التواصل الاجتماعي ويشتد التنافس بين الباعة في عرض ماشيتهم فمنهم من يعرض صورا لأغنامه المزمع أنها تتغذى على كل ما هو طبيعي ومنهم من يعرضها بأسعار تنافسية وغيرهم ممن يصور كباشه من زوايا متعددة كطريقة ترويجية جديدةي وتتنوع بذلك تعليقات مستخدمي الأنترنت التي تصب في خانة اقتراح الاسعار والاستحسان تارة والاستهجان تارة اخرى.
و بالنسبة لرابح وهو خمسيني وأب لـ3 ذكور فإن شراء كبش عبر شبكة التواصل الاجتماعي “شيء مسلي” ولكنه يردف “بالنسبة لي لا شيء يضاهي اللحظات التي أصطحب فيها ابنائي في تجوال عبر أسواق الماشيةي والجدال قائم حول اختيار كبش العيد والذي غالبا لا يروق لأبنائي ثم نتفق الأخير على كبش الأضحية”.