يبدو أن خطاب جبهة القوى الاشتراكية كان موجها للتصعيد ضد الحكومة الجزائرية. في الواقع، قام الأمين الاول الجديد للحزب، عبد المالك بوشافة، بتوجيه أصابع الاتهام ضد السلطة في اجتماع حزبي عقد أول من أمس في العاصمة الجزائرية. بالنسبة لهذا الأخير، فان الشخص الذي سيصبح خليفة بوتفليقة يهم مؤيدي النظام أكثر من الوضع السياسي والاقتصادي للبلد. واضاف ان “السلطة تفضل السياسات والاستراتيجيات المؤسساتية فقط لضمان خلافة على مقاس بوتفليقة، من اجل إدامة النظام”. وعلى هذا الاساس ، صرح الامين الاول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، أن السلطة قد أظهرت لامبالاة صارخة في تنفيذها للاستراتيجية الخاصة بها. وكدليل تحدث عن ارسال مشاريع قوانين ذات أهمية كبيرة، مثل تلك المتعلقة بالنظام الانتخابي، سرا إلى المؤتمر الشعبي الوطني و أضاف “نحن أمام نظام تعسفي ودكتاتوري، والدليل على ذلك طريقة استغلال الأغلبية البرلمانية من أجل تمرير هذه القوانين “. مقارنا بين هذه الأغلبية البرلمانية “الوهمية” بسلاح الدمار الشامل الذي “دمر مبدأ الفصل بين السلطات، و الديمقراطية والاقتصاد الوطني.”
وخلال هذا الاجتماع الحزبي، انتقد المسؤول الأول لجبهة القوى الاشتراكية السياسيين المهووسين بالانتخابات المقبلة فقط من دون التفكير في مصير البلاد. في هذا الاطاردعى عبد المالك بوشافة ، الطبقة السياسية لاعتماد رؤية شاملة من شأنها أن تحمل مشروع مشترك يهدف لإيجاد حلول نهائية للأزمة متعددة الأبعاد التي تواجه البلاد حاليا.
وبالعودة إلى التعديلات المجراة على قانون النظام الانتخابي، أكد الأمين الأول أقدم حزب للمعارضة الوطنية على أن السلطة كانت تريد تحقيق عدة أهداف في وقت واحد عبر التغييرات التي همت المعارضة،. بالنسبة له، سيمكن هذا القانون السلطة من مراجعة بعض جوانب النظام، اعادة النظر في خرائط سياسة البلاد وفقا لهذه الخيارات، السماح بالاستقرار البرلماني الذي يمكن أن يؤكد النتائج التي يسعى اليها النظام في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ومن خلال هذه الأغلبية البرلمانية الجديدة، سيتم ضمان خلافة على مقاس السلطة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. أيضا، بالنسبة لحزب جبهة القوى الاشتراكية، ستسمح القوانين الأخيرة التي مرت في السر من قبل الحكومة، بأن تجمع بين سياسات القرار و السياسات المرتبطة بالمجالات الاقتصادية والمالية .
وعلاوة على ذلك، لم يفوت رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية، الفرصة في هذا الاجتماع الذي نظم في مقر الحزب في الجزائر العاصمة، للرجوع على مشروع مهم، ويتعلق الأمر بالوئام المدني. و بخصوص هذا الموضوع، أكد حزب جبهة القوى الاشتراكية على الحاجة إلى ايجاد نسخة أخرى لهذا المشروع غير تلك التي صاغتها السلطة. فبالنسبة لهذا الحزب إ تمادي السلطة في في نهجها الذي يبقي المعلومات حصرية و الذي يرفض أي نهج توافقي للأزمة، لا يؤدي إلا إلى قطيعة مع الشعب.