خلال مداخلة لوزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي أمس الأربعاء في تيزي وزو، ألقتها امام عدد من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بمقر دار البيئة الواقعة بعاصمة الولاية ، أكدت أن المجتمع المدني شريك أساسي في المحافظة على البيئة.
وأوضحت الوزيرة خلال مداخلتها أن السياسة التي انتهجتها وزارتها تولي مكانة هامة للمجتمع المدني و الحركة الجمعوية الذين ينشطان في إطار العمل التطوعي حسب تطلعات المواطنين من أجل توفير بيئة معيشية جيدة للسكان.
ودعت السيدة زرواطي المجتمع المدني إلى الانخراط في مسعى السلطات المحلية بغية التقدم سويا لإضفاء فعالية أكبر و لبلوغ نتائج أفضل، مضيفة أن إن هذه النتائج لا يمكن الحصول عليها إلا بعمل ميداني حقيقي و بالتوعية.
واعتبرت الوزيرة التي دعت إلى شن حرب على النفايات أن نجاح عملية التطهير يمر أولا بتغيير ذهنية المواطن الذي يجب عليه أن يحافظ على محيط عيشه الذي لا يقتصر على عتبة بيته فقط بل يمتد إلى الشارع الذي يجب عليه أن يهتم بنظافته أيضا.
و ترى السيدة زرواطي أن البيئة النظيفة لها أثر جيد على سلوك المواطن و أن المحيط الخارجي هو ما يولد العنف والمشاكل لذا وجب الاهتمام به كي ينعم السكان بالعيش الكريم بدل العيش وسط النفايات. وفي هذا الإطار أشادت الوزيرة خلال تواجدها بقرية بومسعود و هي أنظف قرية في ولاية تيزي وزو (طبعة 2016) بسكان القرى الحائزة على جائزة رابح عيسات لأنظف قرية لاعتنائهم بمحيطهم على الصعيد الاجتماعي و الإنساني و الاقتصادي و نجاحهم في تحسين إطارهم البيئي مضيفة بالقول “نحن نحتاج إلى تعميم هذا النوع من الأمثلة في مدننا”.
وأعطت وزيرة البيئة التي تأسفت لوجود 947 مفرغة فوضوية بولاية تيزي وزو تعليمات لاتخاذ تدابير صارمة ضد الملوثين بتغريمهم مغتنمة فرصة تواجدها بقرية بومسعود (إيفرحونن) للترحم على روح الفنان شريف خدام أحد أعمدة الأغنية الجزائرية الناطقة بالأمازيغية. كما أمرت الوزيرة ببناء مركز مصغر لانتقاء النفايات بذات القرية.
وشددت الوزيرة خلال زيارتها لإحدى الإقامات الواقعة بالمدينة الجديدة تيزي وزو التي شرعت في انتقاء النفايات على تثمين هذه المنتجات بغرض خلق الثروة و مناصب الشغل.
و كان إدماج الطاقات المتجددة محور انشغالات الوزيرة لدى زيارتها لمشروع مدينة خضراء تضم 5000 ساكن و المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية “أونيام” التي تصنع ثلاجات تعمل بالطاقات المتجددة.
و ألحت الوزيرة خلال زيارته المركز الردم التقني بأولاد فالي حيث دشنت مركز انتقاء على تعزيز ثقافة الانتقاء بغية تخفيض كمية النفايات الموجهة للردم. وفي ذات السياق تفقدت السيدة زرواطي عملية التكفل بالسوائل الراشحة التي يجب معالجتها في محطة لم تنجز بعد.
وبالتطرق للحرائق التي شهدتها ولاية تيزي وزو خلال الأسابيع الأخيرة على غرار مناطق اخرى من الوطن طمأنت وزيرة البيئة المتضررين بأنه سيتم تعويضهم.