يحضرحزب جبهة التحرير الوطني لحملة تطهير واسعة ستهم جميع بنيات الحزب، أي القسمات و المحافظات والهيئات الوطنية. وخلاصة القول، وفقا لبيان للحزب أدلى به أحمد بومهدي، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، المكلف بولايات الوسط والنقابات، هذه العملية، التي ستبدأ في الأيام القادمة، ستساعد على تقييم آفاق المنتخبين في الانتخابات القادمة. و أضاف ” تطمح جبهة التحرير الوطني، من خلال عملية التقييم، الى الإعداد الجيد للانتخابات المقبلة، المحلية والبرلمانية 2017″. ومع ذلك، بالسبة للمراقبين، فإن هذه العملية تلبس قناعا آخرا لأن هذا التطهير من شأنه أن يخلص الحزب من العناصر التي تنتمي إلى المعارضة التي يقودها الثنائي بلخادم-بلايات و الابقاء فقط على العناصر الموالية للامين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا البيان للقيادة الوطنية الذي يهم “تقييم المنتخبين” يأتي في ظرفية التي تتسارع فيها الأحداث داخل جبهة التحرير الوطني. فهذا التطهير التي يلوح في أفق الحزب جاء بضعة أيام فقط من عقد اجتماع وطني مغلق في الشلف من قبل المعارضين للقيادة الحالية للحزب، تحت لواء عبد الرحمن بلايات وعبد العزيز بلخادم، والذي خلاله دعا المعارضون علنا رئيس الجمهورية الذي يشغل ايضا منصب رئيس حزب جبهة التحرير الوطني، الى استبعاد القيادة الحالية للحزب التي يشغلها عمار سعداني .
أيضا، كان اجتماع المعارضين المغلق هذا مسبوقا بخروج سياسي وإعلامي ل14 من المجاهدين والمسؤولين االسابقين في جبهة التحرير الوطني، الذين طالبوا رسميا بإقالة الأمين العام للحزب كي يعود هذا الأخير الى “توجهه الأصلي “بما يتفق مع مبادئ ثورة نوفمبر 1954. و يذكر أن هذا الخروج السياسي لهؤلاء المسؤولين السابقين بجبهة التحرير الوطني، ، قد كان متبوعا برد فعل فوري قوي من المكتب السياسي للحزب، عبر بيان صادر دعا فيه جميع المناضلين أن يقظين و ملتحمين حول القيادة الحالية للحزب التي يشغلها عمار سعداني .
وهذا يعني أن هذه سلسلة الأحداث هذه داخل هذا الحزب العتيق، تعلن عن اضطراب محتمل في الأيام المقبلة.