عقد معارضو الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار السعداني، أول أمس، في الشلف، اجتماعا مغلقا للقيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني. باختصار، تم إعداد و قيادة هذا العمل السياسي من طرف الثنائي عبد الرحمن بلايات، رئيس معارضي السعداني وعبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني. والواقع أن هذا الاجتماع، الذي يعتبر نقطة تحول كبرى في أزمة جبهة التحرير الوطني، جمع مسؤولين في مجلس الشيوخ ونوابا ومسؤولين محليين منتخبين من عدة محافظات في البلاد. وعقب هذا تم نشر بيان يتضمن نداء إلى رئيس الجمهورية الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحزب كي يتدخل لإنهاء الأزمة الحالية في جبهة التحرير الوطني التي بدأت منذ اجتماع اللجنة المركزية في 29 أغسطس 2013، مع عمار السعداني كأمين هام جديد.
و دعت الأطراف المشاركة في هذا الاجتماع المغلق “رئيس الجمهورية، الشقيق عبد العزيز بوتفليقة لاستخدام صلاحياته التي تمنحها له القوانين التي تحكم الحزب للعودة بجبهة التحرير الوطني على الطريق الصحيح”، حسب البيان الصحفي. أيضا يعتبر معارضو عمار السعداني، أن تجاوزات القيادة الحالية تجر “الحزب الى المآزق و تجميد الوضع الراهن.” فمن الواضح اذا أن القيادة الجديدة لحزب جبهة التحرير الوطني، التي نصبت في أغسطس 2013، لم يكن معترفا بها من قبل الزعيم السياسي عبد الرحمان بلايات . وفقا لهذا الأخير، تعتبر هذه الادارة غير شرعية لان عقد اجتماع للجنة المركزية الذي جاء على اثره تنصيب السعداني في 2013، لم يتم وفقا للقواعد التي تنظم سير جبهة التحرير الوطني.
ومع ذلك، فإن القيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني بقيادة بلخادم و بلايات تقترح على رئيس الجمهورية انشاء لجنة وطنية تتولى مهمة إدارة الحزب للمرحلة الانتقالية. فبالنسبة لهؤلاء، و من خلال ما جاء في بيانهم سيمكن هذا الحل “من جمع اشلاء جبهة التحرير الوطني الذي يوجد في حالة يرثى لها،” اذ يعتقدون ان ذلك فإن سيمكن الحزب من المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في الوحدة وصفاء. ولا يمكن القيام بذلك، حسب مؤيدي بلخادم و بلايات الا من خلال تهميش عمار السعداني
وعلاوة على ذلك، في ظل هذه التقلبات الجديدة في جبهة التحرير الوطني ، يتساءل البعض عن صمت الأمين العام للحزب ، عمار السعداني. في الواقع، وهذا الصمت يتسم بالغموض. فالاحتمالات تقبل أنه يأخذ وقته قبل الرد لاحداث تأثير سياسي وإعلامي واسع أو أنه اقتنع بمسار الامور طالما تم السماح بعقد الاجتماع المغلق من طرف خصومه في الشلف. وفي هذه الحالة، يتعلق الأمر بانقلاب علمي لا يعرف سره سوى عبد الرحمن بلايات، بنفس الطريقة التي تمت بها الاطاحة بعبد الحميد مهري من قيادة جبهة التحرير الوطني في عام 1996.