على إثر التصريحات التي كان قد أدلى بها وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي رياض المؤخر، عن الجزائر وليبيا و التي كان قد أدلى بها مؤخرا في منتدى نظم بايطاليا، فقد قدم الوزير التونسي، يوم الثلاثاء، اعتذاره للشعب والحكومة الجزائريين، و أكد أنه ” لم يقصد منها بالمرة المس من دولتي الجزائر وليبيا الشقيقتين اللتين تربطهما بتونس علاقات أخوية تاريخية تتعدى شخصه وتهم شعوب هذه البلدان”.
وقال الوزير التونسي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للانباء : ” إن مست هذه التصريحات غير المقصودة بصورة مباشرة أو غير مباشرة الأشقاء الجزائريين والليبيين فإني أعبر عن عميق أسفي واعتذاري في حق الجزائر وليبيا قيادة وشعبا”.
وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات نسبت إلى وزير الشؤون المحلية والبيئة رياض المؤخر على هامش ندوة “تونس أمل المتوسط” الذي نظمتها مؤسسة كراكسي بروما يوم 4 مايو الجاري حول الجزائر أثارت ردود فعل مستنكرة لها في الجزائر وفي الأوساط التونسية.
وقامت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية يوم الأحد باستدعاء سفير تونس لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي لتقديم توضيحات بخصوص هذه التصريحات المنسوبة لوزير الشؤون المحلية و البيئة التونسي رياض المؤخر” وأكدت الوزارة في بيان لها أنه “تم بهذه المناسبة ابلاغ السفير التونسي بأن هذه التصريحات تجاه الجزائر قد اثارت تساؤلات سواء على المستوى الشعبي او على الصعيد الرسمي”.
و كان ما جاء على لسان الوزير المؤخر قوله: “أجريت تربصا في نيويورك كنت طبيبا وكان الأمريكيون يسألونني: من أي بلد أنت فكنت أجيب: تونس، فكانوا يفهمون أنني قادم من إندونيسيا حين يخلطون بين البلدين. يسألونني عن موقع تونس فكنت أجيب أنها بجانب ليبيا التي كانت حينها تبدو في صورة بلد إرهابي في حين كانت الجزائر بلد شيوعي. كانوا رغم هذا التفسير يلحون في معرفة موقع تونس. للخروج من هذا المأزق قلت تونس تقع أسفل إيطاليا”.
فيما صدرت انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والشعبية التونسية ضد هذه التصريحات “غير مسؤولة” وراحت بعضها تطالب السلطات في البلاد لاتخاذ إجراءات صارمة بحق هذا الأخير وإقالته من منصبه.
و قد أثارت تصريحات الوزير التونسي انتقادات عديدة و شجب واسع في الاوساط السياسية والشعبية التونسية التي وصفت ما صدر عن المسؤول التونسي بتصريحات وقد أجمعت الأحزاب السياسية منها “نداء تونس” و”النهضة” و”الحزب الدستوري الحر” على اعتبار التصريحات المنسوبة إلى وزير الشؤون المحلية والبيئة رياض المؤخر على أنها “غير مسؤولة” و”تمس أحدى الدول التي تربطها علاقات متجذرة مع الدولة التونسية”.
و اعتبر حزب “نداء تونس” في بيان له أن “العلاقات التونسية الجزائرية والعلاقات التونسية الليبية, هي علاقات أخوة وشراكة إستراتيجية تندرج ضمن رابطة الهوية المغاربية والعربية الإسلامية وهي أيضا متجذرة في سياق النضال المشترك في دحر المستعمر ومعمدة بدماء الشهداء على مر العصور لا يمكن أن تمس من متانتها أي تصريحات كلامية عابرة مهما كان قائلها”.
وبدورها أعربت حركة “النهضة” في بيان لها عن “استنكارها الشديد لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة في حق العلاقات الأخوية المتينة بين تونس وجارتيها ليبيا والجزائر” مؤكدة أن “عمق تلك العلاقات أكبر من أن تهزها مثل هذه التصريحات المجانبة لحقائق الجغرافيا والتاريخ والمستقبل المشترك” وفق نص البيان.
أما “الحزب الدستوري الحر” ف”تأسف” لتلك التصريحات التي وصفها ب”غير الصائبة” والتي “لا تمثل بأي حال من الأحوال موقف تونس دولة وشعبا” وفق ما جاء في بيان لهذا الحزب الذي أكد “تمسكه بإتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي” داعيا السلطة إلى “التحرك لتطويق التململ الحاصل على إثر تلك التصريحات والعمل على مزيد تأطير الخطاب الحكومي لتجنب مثل هذه الإنفلاتات”.
و من جهته دعا المكتب السياسي لحزب تيار المحبة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي إلى “الإقالة الفورية” لوزير البيئة والجماعات المحلية رياض المؤخر “حفاظا على متانة العلاقات الاخوية التي تربط شعبنا بالشعبين الشقيقين الجزائري واللييبي” كما جاء في نص البيان معربا عن إدانته للتصريحات الأخيرة وقال تعد “مسا من مكانة الشقيقتين الجزائر وليبيا”، كما اعتبر الإساءة الى الجزائر “إضرارا” بمصالح تونس وعلاقتها الأخوية العريقة معها.
وأدان المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل أيضا تصريحات الوزير المؤخر والتي وصفتها المنظمة الشغيلة ب”غير المسؤولة” معتبرة أنها شكلت “مسا من مكانة الشقيقتين الجزائر وليبيا”.