كان قدوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مركز التصويت الشيخ البشير الإبراهيمي بالأبيار بأعالي العاصمة، حدثا استثنائيا، حيث كان
كل شيء كان جاهزا في الساعات الأولى من نهار الخميس، بشارع البشير الإبراهيمي بالأبيار، فالابتدائية التي تحمل اسم الشارع، والتي تعد مركز تصويت الرئيس خضعت لعملية إعادة تهيئة وطلاء جديدة وأشغال التنظيف والتزيين استمرت بها إلى ساعات قليلة قبل وصول موكب الرئيس، ووسط إجراءات أمنية مشددة ضرب الأمن الرئاسي طوقا أمنيا محكما على محيط المدرسة، وحضروا بتعداد كبير يتقدمهم مدير الأمن الرئاسي العقيد ناصر حبشي، فيما تولت فرق “البي أري” ورجال الشرطة مهمة تأمين كامل الشارع.
و قد شغل رجال الأمن فضاء مركز التصويت، و التحق والي العاصمة عبد القادر زوخ والوالي المنتدب للدائرة الإدارية ببوزريعة، ورئيس المجلس البلدي للأبيار بمركز التصويت، وكان في مقدمة كل هؤلاء مدير التشريفات بالرئاسة مختار رقيق ومعاونوه، و حضرت الصحافة بقوة، فلأول مرة منذ الوعكة الصحية التي أصابت الرئيس في أفريل 2013، يفتح نشاط رئيس الدولة للصحافة الخاصة، ولم يكن حديث الصحفيين طيلة فترة انتظارهم وصول الموكب الرئاسي سوى عن لقاء بوتفليقة بعد طول هذه المدة، خاصة أن آخر ظهور إعلامي له كان قبل 55 يوما، عندما استقبل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل.
بعد قرابة ثلاث ساعات من الانتظار وصل موكب الرئيس عند الساعة 11 و50 دقيقة، واصطف الصحفيون على طول الفناء الذي عبره الرئيس، الذي كان مرفوقا بشقيقيه، فكان على يساره وعلى بعد سنتيمترات فقط منه مستشاره الشخصي وأخوه السعيد بوتفليقة، وخلفه مباشرة شقيقه ناصر الذي يشغل منصب الأمين العام بوزارة التكوين والتعليم المهنيين، أما حفيداه فشد أحدهما بيد الرئيس اليمنى أما الآخر فمسك بيده اليسرى، وبدا الطفلان سعيدين جدا، ومعلوم أن بوتفليقة منذ توليه الرئاسة رسخ لتقليد صحبة أحفاده في المواعيد الانتخابية، كما كان ضمن الوفد المرافق للرئيس وأفراد من عائلته طبيبه الشخصي.
و قد التحق بوتفليقة بالمكتب رقم 34، وحيا الإعلاميين من صحفيين ومصورين، كما صافح المشرفات السبع على تأطير المكتب، قبل أن يلتحق بمخدع التصويت رفقة بروتوكوله الشخصي، وبعد نحو10 دقائق خرج ليضع الظرف الذي حمل خياره في صندوق التصويت، قبل أن يأخذ منه أحد الطفلين الظرف مثلما اعتاد عليه في استحقاقات سابقة، وبصم على محضر التصويت، وبالموازاة صوت شقيقا الرئيس بنفس المكتب.
وسقطت إجراءات الأمن الرئاسي، عندما اصطدمت برغبة الرئيس تمكين المصورين من مرافقته إلى غاية مغادرة مركز التصويت ووزع ابتسامات عليهم قبل أن يرفع يده في تحية للجميع، ليغادر موكبه الذي اقتصر على أفراد عائلته فقط، مثلما كان التحاقه بمكتب التصويت مقتصرا على أفراد عائلته.
والملاحظ أن كل الإجراءات صبت في صالح الصحفيين وتم تمكينهم من الوقت الكافي لالتقاط صور ولقطات لعملية تأدية الرئيس واجبه الانتخابي، ليشكل تصويت رئيس الجمهورية حدثا إعلاميا تم تداوله على نطاق واسع.