هذا ، ثم ان موقف الحزب هذا الذي لم يتغير لأكثر من عقدين من الزمان يثبت أن حركة مجتمع السلم لم تعمل قط بخطابها السياسي ولن تفعل أكثر من ذلك. فضلا عن أن تعدد اوجهها ليس وليد اللحظة حيث أن محفوظ نحناح، المؤسس التاريخي للحزب، تلميذ مدرسة “الاعمال السياسية.غير المصنفة” .الى جانب ذلك، فإذا كان النظام السياسي قد نجا من الأزمة التي عصفت به في التسعينيات فالفضل يرجع الى مساهمة محفوظ نحناح . ومن تاريخ الحركة، يمكننا أن نستنتج أن وجود الحزب في التنسيقية الوطنية من أجل الحريات و الانتقال الديموقراطي ، لا يمكن أن تكون إلا مشبوهة. في الواقع، فان الحزب وفي لدجله السياسي التاريخي، الى درجة انه لن يغلق الباب في وجه المعارضة، كما فعلت عشية الانتخابات الرئاسية لعام 1995،و عام 1999.منذ ذلك الحين، و الحزب لا يهتم الا بمصلحة المبادئ أولا وبعد ذلك تأتي المبادئ. ومن المفارقات السياسية العجيبة مطالبة هذا الحزب، منذ عام 2014، بهيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات للتعامل مع أي تزويرمحتمل في المستقبل. وعلى الجانب الآخر، فإنه يعلن مشاركته في الانتخابات المقبلة قبل سنة من قدومها، ومع العلم أنها ستكون مزورة.