كشفت مصادر إعلامية عن اجتماع لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر سيعقد يوم 1 مارس المقبل بتونس، لبحث ما يمكن أن يفعل في الملف الليبي.
و من المنتظر بعد هذا اللقاء، تنظيم قمة على مستوى قادة الدول الثلاث، لا يعرف لحد الساعة متى ستكون، وهي في الأصل مبادرة من الرئيس التونسي، باجي قايد سبسي.
و ذكرت نفس المصادر في لقاء مع مجموعة من الصحافيين، أن الاجتماع المرتقب “سيبحث ملف ليبيا الثقيل، الذي لا ينبغي أن يخرج حلّه عن الإطار الليبي”، في إشارة إلى أن المبدأ الذي ينبغي أن يحصل التوافق حوله، بين العواصم الثلاث، هو معالجة الأزمة الليبية سياسيا، وبين الأطراف الليبية، مع الحرص على إبعاد أي دور أجنبي عن المنطقة، في هذه القضية.
و تترجم هذه النظرة، المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية التي تقول نفس المصادر الإعلامية عن مصدر دبلوماسي، إنها “محل إشادة من كثير من الدول”، مشيرا إلى بيان صادر عن القاهرة يوم 21 جانفي الماضي، تحدث عن “جيش موحد في ليبيا”، وهو ما يصب، حسب نفس المصدر، في إطار المقاربة الجزائرية.
و أوضح ذات المصدر أن الجزائر “تعارض تعدد المسارات التي تقترح حلولا لمشاكل ليبيا، فمادامت الأمم المتحدة احتضنت الحل السياسي والمصالحة بين الليبيين، يفترض أن ينخرط الجميع في هذا التوجه”.
و أضاف أن “طلب من الجزائر المبادرة بحل ينهي الأزمة، وهي اختارت الحذر وقالت إن الحسم العسكري ستنجر عنه عواقب وخيمة على ليبيا، وعلى كامل المنطقة”.
و أبدى المصدر حرصا على التأكيد بأن “الجزائر لم تكن أبدا سببا في أزمة ليبيا”، و رفض المصدر الدبلوماسي الحديث عن “دبلوماسية موازية”، في موضوع الأزمة الليبية.
و أتى هذا الكلام في سياق ردّ المصدر الدبلوماسي على سؤال حول اللقاء الذي جمع أحمد أويحيى بالقيادي الليبي علي الصلابي، نهاية الشهر الماضي، ببيت زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي.
و قال المصدر إن أويحيى حضر اللقاء بـ”صفته الحزبية”، بمعنى من موقعه أمينا عاما للتجمع الوطني الديمقراطي، وليس مديرا لديوان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و بعبارة أخرى، الملف الليبي يتكفل به المسؤولون بوزارة الشؤون الخارجية وليس أويحيى.
وكان في وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن أويحيى أبلغ الصلابي بتصور الجزائر لحل توافقي للأزمة الليبية، بناء على تنازلات مشتركة تقدمها كل الأطراف الليبية، سواء حكومة طرابلس أو حكومة طبرق أو اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وبخصوص ما تم تداوله في الشهر المنقضي عن تفاصيل لقاء الغنوشي بالرئيس بوتفليقة، استبعد المصدر تماما أن يكون الرئيس طلب من الزعيم الإسلامي التونسي أداء دور، لإقناع الإسلاميين الليبيين بالانضمام إلى مسار الحوار السياسي والمصالحة بين الأطراف الليبية.
و صرّح الغنوشي بأن لقاء أويحيى مع الصلابي، يدخل في سياق دفع الإسلامي الليبي القيام بدور إيجابي، في إقناع الأطراف الليبية المشكـِّلة لحكومة طرابلس، بتقديم تنازلات.
و تابع نفس المصدر، متحدثا عن خطورة المتطرفين المنخرطين في داعش بليبيا: “عودة المقاتلين إلى بلدانهم، شيء مرعب بالنسبة لهذه البلدان، والجزائر تتفهم ذلك لأنها من أكثر البلدان التي تضررت من هذه الظاهرة، التي عاشتها في ثمانينيات القرن الماضي، لما عاد مقاتلون جزائريون من مناطق الصراع ببيشاور بباكستان. وقد دفعت ثمنا بسبب ذلك، يتمثل في 10 سنوات من محاربة الإرهاب و200 ألف قتيل”.
و أكد بأن “جميع الليبيين يريدون السلم.. جميعهم يريدون أن يكون الحل ليبيا. وإن كان التوجه العام هو البحث عن حل سياسي، فإنه لا يمكن استبعاد حرب بينهم”.