لن نقبل أن تبيع الحكومة الوهم للمواطنين عبر تقديم مشاريع حبراً على ورق. والحقيقة أن حكومة سلال لا تختلف عن غيرها من الحكومات السابقة وأهم انجاز حققته هو توزيع الأوهام بسخاء كبير على المواطنين الذين ارتفع سقف انتظاراتهم مقابل خطط هذه الحكومة لاسيما سلال الذي يترأسها والذي اعطى الكثير من الوعود وأوهام.
الحكومة وقفت في بداية الطريق وعجزت عن تحقيق ولو جزءا بسيطا من تلك الوعود الوردية التي قدمتها للشعب يوم قررت أن تبيع الوهم للجزائريين فأنه كان الممكن أن تتخذ الحل الأسهل وتستقيل هاته الحكومة بدل أن تلوث سمعتها بمزيد من الفضائح التي عرتها أمام الشعب. كان من الممكن لهذه الفضائح أن تجر المسؤولين إلى القضاء لو كنا في بلد ديمقراطي يحترم نفسه ولكن وبما أننا نعيش في بلد لا يعرف للديمقراطية طريقا وبما أننا في ظل حكومة أطلقت العنان للمفسدين لاستكمال مشوارهم وأعطتهم صكوك العفو بعد أن كان شعارها هو محاربة الفساد والمفسدين فإن ذلك لن يحدث بل يجب أن نتوقع من هؤلاء المزيد من الاهانات الموجهة ضد الشعب.
على الشعب أن يعرف جيدا أنه مهما حاول أن يضع الثقة في هؤلاء الساسة ومهما قدم من تنازلات فإن من يشرع ومن ويقرر من أبراجه العاجية لا يفهم تضحيات هذا الشعب بل الشعب في نظهرهم مثل القطعان العمياء التي تهرول جهة الصوت والتي يسهل اقتيادها واستئجار رعاة لها وهذا هو المنطق الذي يوجد لدى أغلب الوزراء في حكومة سلال الذين أعادوا الجزائر إلى الوراء لعقود من الزمان.
الحكومة لا تزال مصرة على حجب الكثير من المعلومات ومادام أنها لا تزال مصرة على عدم التجاوب بالقوة المطلوبة مع أسئلة الشعب وأقوى دليل على ذلك ما عشناه في سياق مناقشة القانون المالي حيث وقفنا على عدد من الجوانب غير المفهومة في المشروع وطالبنا الحكومة بالرد على استفهامات لم نعثر لها على جواب.
الحكومة والمعارضة كلكم وهم في وهم وأحزاب شكلية وشخصيات ورقية تهتز بريح لا يهم إتجاهها المهم مصالحكم الشخصية وكسب النفوذ والمال وغرس خلاياكم بالمؤسسات حيث تتنافسون وتتفقون على تقسيم المال العام وتغيرون الأسماء بأحزاب لأجل مصلحة إنتخابية لنهب الشعب لا غير أتحداكم إن كنتم كلكم أحزاب تمثل الشعب كلكم تمثلون طبقات مستفيدة فتغيير الجلباب لا يعني تغيير المنهج والإيديولوجية ومن شب على شيء شاب عليه الشباب عاطل محبط هو من سيقول كلمته بعد أن تنفذ حلولكم الترقيعية الوهمية.