أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، اليوم الإثنين، أن “الجزائر استفادت من الثقة التي تحظى بها من شركائها في تحرير القارة الإفريقية و بناء إتحاد إفريقي ملتزم بطموحات أكبر وبأهداف أوسع”.
و أوضح لعمامرة في كلمته الختامية لأشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا بوهران، أن “الجزائر استفادت من الثقة التي تحظى بها من شركائها لاسيما الأفارقة منهم بدءا من مشاركتها في تحرير القارة الإفريقية ومساهمتها في بناء صرح الوحدة والتضامن والتكامل في صفوف منظمة الوحدة الإفريقية (سابقا) وكذلك في لعب دور بمعية العديد من الدول الإفريقية الشقيقة في النقلة النوعية المتمثلة في تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى الإتحاد الإفريقي مزودا بنفس القيم وملتزما بطموحات أكبر وبأهداف أوسع”.
كما أعرب لعمامرة عن “شكره للمشاركين على تقديرهم لدور الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي اقترن اسمه يوم كان يقود الدبلوماسية الجزائرية وبعدما اعتلى رئاسة الجمهورية، بمعظم الإنجازات التاريخية التي تحققت لقارتنا بفضل شجاعة ورؤية وتبصر القادة الأفارقة ومن التزم بعزة القارة وكرامتها”، مشددا في نفس الوقت على أن “الجزائر لا تنفصل ولا تنفصم عن إفريقيا كما أن إفريقيا دائما وأبدا من حقها أن تعتمد على الجزائر”، مؤكدا أن “الجزائر، مكة الثوار، ستبقى دائما مركزا وقلبا نابضا للعمل الإفريقي المشترك قصد تحقيق أهدافنا المتمثلة في السلم والتنمية والاستقرار والاندماج وذلك من خلال الحل السلمي لكافة الخلافات والنزاعات”.
وثمن لعمامرة في كلمته التزام الشركاء الأفارقة و الدوليون المشاركون في هذا المحفل بـ”تعزيز قدرات القارة السمراء في إيجاد وتطبيق حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية القائمة”، مؤكدا أن ملتقى وهران هو محفل “ناجح عزز من عطاء القارة الإفريقية في العالم كإسهام في استتباب الأمن والاستقرار على الساحة الدولية”.
وأكد أنه كان لهذا الملتقى الرابع إسهام على درب تحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية كعنصر فاعل يفيد ويستفيد من حركيات التي تهيكل عالمنا المعاصر وتساهم في بناء علاقات دولية متجددة أكثر عدلا وإنصافا وأكثر أملا للبشرية جمعاء.
وأعرب رمطان لعمامرة، عن أمله في أن تسفر قمة الإتحاد الإفريقي المقبلة عن “قيادة مسؤولة وملتزمة بأهداف وقيم ومبادئ القارة الإفريقية”.
وقال إن قمة الإتحاد الإفريقي المرتقب أن تنعقد في أديس أبابا في أواخر شهر جانفي المقبل “ستزود الإتحاد الإفريقي بقيادة قوية و مسؤولة وملتزمة بأهداف وقيم ومبادئ القارة الإفريقية”.
وأكد الوزير “أننا كأفارقة سنكون على موعد مع التاريخ الذي تفرض علينا أن نكون في مستوى المسؤوليات المنوطة بجيلنا مثلما كان الشأن بالنسبة لآبائنا وأجدادنا الذين قدموا الأرواح من أجل استقلال القارة وانتصارها على الإستعمار والتمييز العنصري”.
كما أعرب عن أمله في أن تكون الطبعة المقبلة (الخامسة) للملتقى رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا “إطارا مناسب لتحقيق المزيد من التدابير التي من شأنها أن تعزز فعلا التضامن في إفريقيا وأن تجعل من وهران إحدى العواصم للسلم والأمن في إفريقيا والعالم”، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يقدم إضافة لمختلف الجهود التي تتم في هذا السياق من طرف الإتحاد الإفريقي.
وصادق المشاركون في اليوم الثالث والأخير لأشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا على سلسلة من التوصيات.
وتتعلق هذه التوصيات خصوصا بعدة مواضيع على غرار “إسكات الأسلحة في أفاق 2020” والشراكة بين مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة وتمويل عمليات دعم السلم ومكافحة الإرهاب.
كما اتفق المشاركون خلال هذا اليوم للقاء حسب تقرير هذا الملتقى، على ضرورة إسراع مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي في إعداد خارطة الطريق للاتحاد الإفريقي حول الإجراءات العملية لإسكات الأسلحة في إفريقيا مع حلول 2020.
كما أشار المشاركون في نفس السياق إلى ضرورة الإسراع في تفعيل القوة الإفريقية التي توجد في الانتظار.
وبخصوص الشراكة بين مجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة رافع المشاركون في ملتقى وهران من أجل القيام بمهمات مختلطة للسلم على أساس نجاح البعثة الإفريقية الأممية في دارفور فضلا عن ضرورة متابعة فعالة لتنفيذ النتائج المشتركة للتفاعل بين المجلسين.
وبالنسبة لتمويل عمليات دعم السلم تحت إشراف الاتحاد الإفريقي والمرخصة من طرف مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة اتفق المشاركون على ضرورة ضمان تمويل متوقع ودائم لعمليات دعم السلم تحت إشراف الإتحاد الإفريقي بغية تعزيز أكثر للشراكة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وشهدت أشغال اليوم الأخير للملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا دراسة التنسيق بين أطراف الآلية الإفريقية ومجلس السلم والأمن في إفريقيا حسب حصيلة سنة 2016.