في رد على مؤتمر “أهل السنة والجماعة” المثير للجدل، والذي كان قد عقد بالشيشان وخرج منظموه بـقرار “عقدي” اعتبروا فيه أن أهل السنة هم الصوفية والماتريدية والأشاعرة حصرا، احتضنت الكويت مؤخرا مؤتمرا مشابها تحت عنوان “المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة”، وذلك من أجل الإنتصار لـ “السلفية” والتي تم اقصاؤها عمدا من المؤتمر الأول.
المشاركون في المؤتمر القادمون من 25 دولة مختلفة أكدوا أن أهل السنة والجماعة هم المتبعون للقرآن والذي هو الكتاب المقدس والمنزه في الإسلام وكذلك السنة النبوية الشريفة، مستسلمون لما فيه هذين المصدرين المقدسين، ومجتمعون على هذا الأصل، ومن هنا جاءت تسميتهم بأهل السنة والجماعة، بالإضافة إلى عدد من الألقاب التي عرفوا بها من قبيل “أهل الحديث وأهل الأثر والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون”.
المؤتمر وبعد البداية التي تم فيها إقرار عدد من المسائل العقدية والفقهية دعا إلى توسعة الحوار مع وجهات نظر الراسخين في العلم من المسلمين، لكنه في نفس الوقت قام بمهاجمة الأحزاب والتنظيمات معتبرا إياها سببا للتفرقة.
وكرد فعل على هذا المؤتمر الثاني، عبر عدد من الدعاة والمفكرين الإسلاميين عن امتعاضهم من هذا المؤتمر “الكويتي” معتبرين أنه اشترك مع مؤتمر غروزني بقاسم مشترك مهم وهو التجاهل التام للمجازر الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون في كل من العراق وسوريا، في الوقت الذي ندد فيه البيان الختامي للمؤتمر باستهداف الحوثيين لمكة المكرمة، دون التطرق للإنتهاكات الخطيرة وللتصفيات الطائفية التي يقوم بها الحشد الشعبي الشيعي في حق النازحين من الموصل، أو القصف الذي يتعرض له المدنيون في حلب عن طريق الطيران السوري وداعمه الطيران الروسي.
المفكر الاسلامي الشاب محمد مختار الشنقيطي قال أن هذا المؤتمر الجديد الذي تم عقده في الكويت، خرج عن الفهم الصحيح لأهل السنة والجماعة منحازا للحاكم الظالم ضد الشعوب الإسلامية المظلومة بعد ترديده للفقه السلطاني الذي يحرم الثورات والمظاهرات وما إلى ذلك، من أجل تثبيت عرش السلاطين، مضيفا :” المؤتمر ما هو إلا مؤشر فراغ بالساحة من علماء السنة الثقات، في الوقت الذي انتشر فيه علماء السلطان والغلاة والتكفيريين”.
أما المنظر الجهادي المعروف أبو قتادة الفلسطيني فاعتبر أن شعار أهل السنة تم تمزيقه من طرف مشايخ السلطان في مؤتمر الشيشان ومؤتمر الكويت الأخير، فقد اتفق الطرفان على حفظ من دفع لهم واختلفوا على محاربة طواحين الهواء على حد قوله.
وتابع ذات المتحدث :” مؤتمر غروزني ومؤتمر الكويت، مؤتمرات تفرق المسلمين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل “العلماء” منا.
وقام عدد من الناشطين السعوديين باتهام القائمين على المؤتمر بإقصاء كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، والاكتفاء ببعض الدعاة وبعض الأساتذة في كل من الفقه والعقيدة غير المعروفين ولا المشهود لهم.