قام زهير حمدي، الأمين العام لحزب الجبهة الشعبية التونسي بمهاجمة المملكة العربية السعودية معتبرا إياها المسئولة الأساسية عن صناعة الإرهاب رابطا بين زوال نظام آل سعود وزوال إسرائيل، وذلك على بعد أيام قليلة من إعفاء وزير الشئون الدينية من الحكومة بعد إصادره لتصريحات اعتبرتها الجهات الرسمية مسيئة للمملكة العربية السعودية متهما إياها هو الآخر برعاية الإرهاب.
وأفاد حمدي زعيم الجبهة الشعبية وهو حزب يساري جدري معارض أن النظام السعودي يعمل على رعاية الإرهاب وتمويله ويتبناه كما أنه المسئول الحقيقي عن صناعة فكر التكفير والخطاب التكفيري الذي أصبح مشكلا عالميا، وذلك بعد إنتاج الوهابية أصل كل الإرهاب على حد زعمه.
وسال الزعيم اليساري في تصريح لوسائل إعلام عربية :”لنظام السعودي متآمر على العالم العربي والقضايا العربية، فهي المسؤولة عن ضياع العراق وتسليمه للاحتلال، ومسؤولة عما يجري في سوريا وليبيا” مضيفا :”أنا في حزب معارض وكلامي يمثلني كما يمثل الهيئة التي أنتمي لها، وليس له علاقة بالموقف الرسمي للدولة التونسية التي لها ممثلوها، ذا رأي وموقف الحزب من النظام السعودي، ونحن معارضة وكلامنا لا يلزم أحدا ولا ينبغي تحميل أحد مسؤوليته”.
وشدد ذات المتحدث أن إقالة وزير الشئون الدينية لا يعني حزبه لا من قريبا ولا من بعيد، لأن القرار كان صادرا عن الحكومة التونسية والتي يعارضها حزبه بكل قوة، مضيفا :”وزير الشؤون الدينية وقع في خطأ ديبلوماسي وخلط بين موقفه مثقف وأستاذ جامعي وعمله كوزير، وارتكب خطأ تعاملت معه الحكومة”.
من جهته، اعتبر الصحبي عتيق، البرلماني في حزب حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي، والمشاركة في الحكومة الجديد أن تصريحات المعارض والقيادي اليساري لا تلزم الحكومة التونسية في أي شيء، لأن لها مؤسساتها ومسئولوها.
وقال الصحبي في تصريح صحفي :”الموقف الرسمي التونسي معروف من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكل ما جرى هو أن الوزير المقال ارتكب خطأ ديبلوماسيا تعاملت معه الحكومة فيوقته وحينه”.
وأضاف القيادي الاسلامي أن هذا الموضوع الذي أثير بقوة مؤخرا، انتهى بشكل كامل، وليس له أية تداعيات على العلاقات بين تونس والسعودية، لأن موقف الدولة والحكومة واضح جدا تجاه النازلة وهذا النوع من التصريحات، وذلك بعد إعفاء الوزير المسئول بعد خطئه الدبلوماسي الكبير.
وحول تصريحات حمدي، قال القيادي بالنهضة :”تصريحات القيادي المعارض تندرج في إطار تمتع تونس بنظام ديموقراطي يكفل حرية التعبير لجميع المواطنين وبطبيعة الحال فهو مستفيد من هذا الحق”.
في سياق متصل، انتقد القيادي الآخر في النهضة سمير ديلو هذه الهجومات على المملكة العربية السعودية وذلك في برنامج تلفزيوني يوم الخميس، رافضا اتهام المملكة العربية السعودية بتخريب المنطقة العربية.
وصرح ديلو :”إن تونس كما السعودية مستهدفة من قبل الإرهاب، والسعودية استهدف فيها جنود كما تم استهداف جنود تونسيين، يكفي من التحريض على السعودية والدول الإسلامية وتصريحاتك أعتبرها أخطر تصريحات تصدر من رجل سياسة بعد الثورة”.