أكد حزب النور المصري، أكبر حزب سلفي في البلاد رفضه للمشاركة في المظاهرات المرتقبة يوم الجمعة المقبل، وذلك لكونها تقود البلاد ربما إلى الفوضى.
وقال النور وهو الذراع السياسي للدعوة السلفية بالأسكندرية الممثل من طرف 12 عضو في البرلمان المصري في بيان رسمي له، إن الدعوات التي انتشرت من أجل الخروج للتظاهر يوم 11 نونبر القادم، ستقود البلاد ربما إلى الفوضى والمخاطر، لأنه من المستحيل الحفاظ على سلميتها في ظل الانقسام المجتمعي الذي تشهده البلاد بين طبقات المجتمع وقواه السياسية في ظل انتشار خطاب تحريضي ضد الدولة، وهو ما قد يترتب عنه سفك الدماء وانتهاك الحرمات والصدام بين أبناء الشعب الواحد على حصب ما قال البيان.
الحزب السلفي وهو أحد أهم الداعمين الإسلاميين من بين القوى السياسية للإنقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي، اعتبر أن دعوات التظاهر يوم الجمعة ستؤدي إلى مزيد من الفساد والظلم لا يمكن معالجته، حيث تابع البيان:” وكذلك ما يترتب على ذلك مِن نتائج كارثية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي يصعب معها أي محاولات إصلاحية حالية أو مستقبلية”.
وأكد الحزب الذي كان لا يرى جواز الخروج على الحاكم بعد المظاهرات التي اكتسحت البلاد يوم 25 يناير سنة 2011، إبان ثورات الربيع العربي أنه لن يشارك في هذه المظاهرات داعيا الجميع إلى لاجتهاد لنشر روح الجسد الواحد في معالجة الأزمة، والتضحية لرعاية الطبقات الأشد فقرا”.
كما طالب الحزب الحكومة المصرية بالقيام بأية تحركات فورية من أجل دعم الطبقة المتوسطة والفقيرة بعد القرارت الاقتصادية الصعبة التي أتخذتها مؤخرا، من قبيل تعويم العملة ورفع الدعم عن المواد الأساسية والبنزين، وهو ما أضر بشكل مباشر بالمواطن العادي وبشكل سريع جدا.
من جهة أخرى، قاك طلعت فهمي، قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أن مشاركة الجماعة في المظاهرات رهين بخروج المصريين إلى الشارع لإسقاط نظام عبد الفتاح السيسي.
هذا وتنتشر دعوات الخروج يوم 11/11 بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا في الفترة الأخيرة، ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، للاحتجاج على صعوبة الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، في حين لم تتبنى أية جهة معارضة هذه الدعوة.
وركز الإعلام المصري بشكل كبير على هذه المظاهرات رغم عدم وجود قوة حقيقية لها في الشارع، وعدم تبنيها من طرف أية جهة سياسية كانت أو اجتماعية، وهو ما جعل النشطاء يشكون أن الأمر هو فخ من السلطة المصرية من أن الإيقاع بآخر من تبقى من معارضيها والذين فاق عددهم 80 ألف معتقل في السجون المصرية.
وتشهر البلاد أزمة اقتصادية صعبة جدا ونقصا في السلع الرئيسية من قبيل السكر والزيت، كما وصل سعر الدولار الأمريكي 18 جنيها محطما جميع الأرقام القياسية في تاريخ اقتصاد البلد.