عبر روت فيرسمان لانداو، الدبلوماسية الإسرائيلية فعن قلقها الكبير من مصير نظام عبد الفتاح السيسي وذلك بسبب المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها مصر، وهو ما دفع بعض الجهات للدعوة لعصيان مدني يوم 11 نونبر القادم.
وقالت لانداو والتي اشتهرت برسالة كانت قد نشرتها لشكر السيسي على خدماته الجليلة لإسرائيل على حد وصفها، في مقال جديد لها نشرته على صحيفة “يدعوت أحرنوت” العبرية الشهيرة، إن كل من نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية يخسران بشكل كبير جدا شرعيتهما، بسبب خيبة أمل الجماهير المصرية التي تعيش تعاظم الأزمة الاقتصادية وغياب المواد الأساسية في السوق خصوصا بسبب الارتفاع المهول للأسعار وهو ما لم يعد المواطن لا البسيط ولا العادي أن يتحمله.
وقالت الكاتبة التي كانت قد عملت في وقت سابق في السفارة الاسرائيلية بالقاهرة إن الشعب المصري أصبح يحمل الجيش والسيسي المسئولية الكاملة فيما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تدهور، بسبب عدم وجود فصل للسلطات، وهو ما جعل الجيش هو المسئول الأول والأخير عن الأزمة الحالية، مضيفة أن الأمر صعب للغاية، لأن استقرار نظام عبد الفتاح السيسي مهم جدا لإسرائيل.
وأضافت لانداو، والتي عملت أيضا وفي وقت سابق مستشارة سياسية للرئيس السابق شمعون بيريز، أن الجيش المصري يحاول حاليا احتواء الغضب الذي طغى على الجماهير، وذلك من خلال تسليط الضوء على نفس الشماعة والتي هي جماعة الاخوان المسلمون المحظورة وتنظيم الدولة المعروف بداعش في ولاية سيناء، من أجل تحميلهما أسباب هذه المشاكل التي تعيش فيها مصر في الوقت الحالي.
الدبلوماسية الاسرائيلية أكدت أن بقاء السيسي أو نظامه على الأقل مهم جدا لتل أبيب، لأنه يرى في حكومة الاحتلال مصدرا للدعم الاستراتيجي والسياسي والأمني، خصوصا أن العلاقات المصرية الاسرائيلية عرفت نقلة نوعية منذ تولي السيسي مقاليد الحكم سنة 2014، مضيفة :”مكن القول إنه منذ التوقيع على اتفاقية السلام في 1979، لم يكن التعاون الأمني بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي في يوم من الأيام أفضل مما هو عليه حاليا، مصر السيسي لا تلقي بالا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا تعتبر إنهاءه أمرا مستعجلا، فهي تركز على مواجهة الإرهاب الإسلامي، الذي ترى أن القضاء عليه يجيز لها استخدام كل الوسائل”.
وأكدت الكاتبة الاسرائيلية أن قيادات المؤسسة العسكرية، هي التي وقفت بالمرصاد لرغبة نظام الاخوان المسلمين في إضفاء نوع من السلبية بين كل من مصر وإسرائيل.
وكانت لانداو، قد نشرت في وقت سابق رسالة شكر للجنرال عبد الفتاح السيسي في نفس الصحيفة “يدعوت أحرنوت” في شهر أكتوبر من سنة 2014، قالت فيها “يا سيسي سر وشعب إسرائيل معك”، حيث امتدحت في الرسالة التعامل الحازم للسيسي مع المقاومة الاسلامية حماس خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وإصراره أيضا على التعامل مع السلطة الفلسطينية على اعتبار أنه القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، والتي تمتلك علاقات جيدة جدا مع إسرائيل وصلت إلى التنسيق الاستخباراتي.