على بعد أقل من شهر على يوم 11 نونبر والذي تم الدعوة فيه إلى النزول للشارع للاحتجاج على الوضع السياسي والاقتصادي لمصر، خصصت وزارة الأوقاف المصرية خطبة يوم الجمعة القادمة في المساجد للحديث عن “حماية الأوطان وسبل بنائها” حسب أفاد مسئول في الوزارة.
ونقلت بعض المواقع المحلية عن مسئول داخل وزارة الأوقاف، رفض الكشف عن اسمه إن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية طالبت جميع أئمة مصر باحترام نص الخطبة التي ستوزع عليهم، أو بجوهرها على أقل تقدير، وذلك لأن المرحلة الحالية تقتضي ضبط الخطاب الدعوي حسب ذات المصدر.
ويتم تطبيق الخطبة الموحدة في المساجد منذ حوالي سنة بالمساجد التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، حيث يتم تحديد الموضوع سلفا، فيما يبقى للأئمة الحق في احترام الخطبة بالنص، أو الارتجال داخل الموضوع دائما.
واتهم وزير الأوقاف، مجددا، جماعة الإخوان المسلمين في تصريحات صحفية بمقر الوزارة بمحاولة تشويه الرموز الوطنية وتغذية الإرهاب والتمكين له فكريا وفلسفيا وماديا ولوجستيا، مضيفا :” “يذهبون أبعد من ذلك بتبني الجماعة للعنف وسياسة الاغتيالات ذلك المنهج الذي اعتمدته في الماضي لتصفية خصومها، ثم عادت من جديد لتنتهج المنهج نفسه في روح انتقامية”، دون أن يتطرق لموضوع خطبة الجمعة.
هذا ويعتمد النظام المصري بشكل كبير على وزارة الأوقاف الإسلامية والأزهر من أجل نشر أفكاره والسيطرة على المجتمع، عبر فتاوى حرمة التظاهر وحرمة الخروج على الحاكم، وأهمية بناء البلاد.
وانتشرت مؤخرا، العديد من الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، للخروج يوم 11 نونبر القادم ضد الغلاء تحت شعار ” ثورة الغلابة”، في الوقت الذي لم تتبنى فيه أية جهة معارضة هذه الدعوة، مع تركيز الإعلام على نشر هذه المعلومات وهو ما يعتبر أمرا مريبا حسب الناشطين المصريين.
وتعيش مصر على وقع الغلاء المفرط، والذي استهدف بشكل أساسي جيوب الطبقة الفقيرة والمتوسطة، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، اعترف بها النظام المصري نفسه.
وانتشرت الدعوات داخل الإعلام المصري لمواجهة هذه المظاهرات بقوة السلاح، بعد اغتيال قائد داخل الجيش المصري، حيث خرج الإعلامي أحمد موسى عبر شاشة قناة صدى البلاد، مؤكدا أنه سيقوم بشراء سلاح، ويطالب الداخلية بترخيصه أو الخروج به بدون ترخيص حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد تنبأ بفشل هذه الدعاوي، حيث قال أن كل هذه الجهود قادمة من ما أسماهم “أهل الشر” ستؤول إلي فشل ذريع، مضيفا :” الشعب المصري يدرك محاولات إدخال مصر إلى دوامة الضياع، ويُصر على عدم الدخول إلى هذه الدوامة”.
كما لوح وزير الداخلية المصري بحل “القبضة الحديدية” مؤكدا أن وزارته لن تسمح أبدا بتخريب البلاد وستقوم بالتصدي للمخربين على حد وصفه.