مفاجآت عديدة كشف عنها رئيس النظام السوري بشار الأسد في حواره مع صحيفة روسية، حيث تحدث عن تصورات نظامه للوضع في بلاده، وموقفه من الأطراف المتصارعة في سوريا.
الأسد وفي مقابلته مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” قال أن الوضع الإقليمي يؤكد رغبة تركيا في إعادة أمجاد العثمانيين، معتبرا أن تدخلها في جرابلس “غزوا” غير أخلاقي، يتعارض مع القانون الدولي، متمنيا في حديثه أن يستطيع التقارب بين موسكو وأنقرة أن يغير نظرة هذه الأخيرة عن نظامه.
واعتبر الأسد أن الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان لازال يعيش على أطلال الإمبراطورية العثمانية وهو ما جعله يؤمن أن سوريا ما هي إلا جزء من أراضي هذه الإمبراطورية.
الأسد تحدث عن الحرب في بلاده، معتبرا أنه ليست مجرد حرب باردة، بل هي حرب فعلية بين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، حيث تقوم روسيا بمحاربة الإرهاب، فيما تلعب الولايات المتحدة الأمريكية هذه الورقة فقط من أجل وضع رجلها في المنطقة على حد قوله، حيث أكد على أن القضية المحورية في البلاد هي الارهاب قائلا :”روسيا أرادت محاربة الإرهاب لأسباب مختلفة، ليس من أجل سورية وحسب وليس من أجل روسيا وحسب بل من أجل المنطقة بأسرها ومن أجل أوروبا والعالم بأسره، لأنهم بشكل أو بآخر يفهمون معنى أن يتفشى الإرهاب بطريقة معينة، الولايات المتحدة كانت دائماً ومنذ حرب أفغانستان في مطلع الثمانينات وحتى اليوم تعتقد أنه يمكن استخدام الإرهاب كورقة يستطيعون اللعب بها ووضعها على الطاولة”.
الأسد اعتبر أن المشكل ليس في من يدخل إلى سوريا، ولذلك لا يحتج مثلا على وجود إيران أو روسيا، لأنه يعتبر أن المهم هو أن يكون من دخل يريد محاربة الإرهاب على اعتبار أن هذا الأمر هو القضية المحورية حيث أكد :”إذا أردنا التحدث عن هذه المشكلة فإن علينا أن نتناول جوهرها ومنبعها وهو الإرهاب، وبصرف النظر عمن يتدخل في سوريا الآن فإن الأمر الأكثر أهمية هو، من يدعم الإرهابيين بشكل يومي وعلى مدار الساعة؟ هذه هي القضية الرئيسة، إذا تمكنا من حلها فإن هذه الصورة المعقدة التي وصفتها لن تكون مشكلة كبيرة وبوسعنا حلها، إذن فالأمر لا يتعلق بعدد الدول التي تتدخل الآن بل بعدد الدول التي تدعم الإرهابيين”، في إشارة إلى تركيا والسعودية التي تعتبرها دمشق راعي الإرهاب في المنطقة.
وتحدث رئيس نظام السوري عن المملكة العربية السعودية حيث أكد أنه تلقى عرضا في البداية لدعمه في وجه الثورة السورية، وعن المقابل قال الأسد :” السعوديون قالوا لي سنساعدك إذا ابتعدت عن إيران وأعلنت قطع أي شكل من أشكال العلاقات مع إيران فسنساعدك، هكذا وببساطة شديدة وبشكل مباشر مؤكدا أنه تلقى العديد من العروض منذ بداية الأزمة”.