قام السفير السعودي، أحمد بن عبد العزيز قطان بمغاردة العاصمة المصرية القاهرة وسط حملة إعلامية شرسة من الإعلام المصري تستهدف المملكة العربية السعودية منذ أيام، منذ أن قررت السعودية قطع الإمدادات البترولية على نظام السيسي بعد تصويت مصر في مجلس الأمن على قانون روسي يخص الهدنة بسوريا وخصوصا بحلب ما كان قد أثار سخطا سعوديا عارما، في الوقت الذي لم تؤكد أية أخبار أن مغادرة السفير لها علاقة بالتوتر بين الطرفين.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر قام بالتوجه نحو الرياض في زيارة لبلاده تستغرق ثلاثة أيام يتم خلالها استعراض ملف العلاقات بين القاهرة والرياض.
ونقلت الوكالة عن مصادرها أنه من المقرر أن يعود السفير السعودي إلى القاهرة يوم السبت القادم، حيث تعتب زيارته القصيرة استعدادا لاستقبال وفد مصري رفيع المستوى سيقوم بزيارة المملكة خلال الساعات القادمة من أجل استعراض تطورات المنطقة وانعكاساتها على العلاقات المصرية السعودية.
وفي نفس السياق، بدأ الإعلام المصري شن حملات شرسة على السعودية، خصوصا المقرب منه من نظام عبد الفتاح السيسي، حيث وصل الأمر إلى كيل الشتائم للملك سلمان بن عبد العزيز وإبنه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وذلك على لسان أكثر من وجه إعلامي، تصدره الإعلامي المثير للجدل يوسف الحسيني وزميله إبراهيم عيسى اللذان أظهرا العداء للمذهب السلفي الوهابي من القبل، قبل أن يجدوا أرضية يهاجمون بها النظام السعودي بسبب التوترات الأخيرة، دون إغفال أن الإعلاميين المذكورين ثبت وأن تأكد في حقهما تلقي الأوامر من طرف للواء عباس كامل مباشرة، مدير مكتب السيسي، ما يجعلهما يمثلان نوعا ما الجانب الرسمي فيما ذهب الإعلامي وائل الإبراشي المقرب من النظام إلى اتهام المملكة العربية السعودية بدعم الإرهاب في العالم.
وتعود التوترات بين النظام المصري ونظيره السعودي بعد أن بدأت وجهات النظر تختلف حول العلاقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، والذي كانت القاهرة قد صرحت أنها لا ترى حلا في مسألة رحيله.
وتأزم الوضع بعد أن تفاجأت المملكة العربية السعودية بتصويت مصر لصالح المشروع الروسي في ملس الأمن، وهو القرار الذي كان يصب في صالح كل من النظام السوري وحلفائه إيران وروسيا، هو ما كان جعل السفير السعودي لدى الأمم المتحدة يقول أن الأمر مؤسف أن تدعم كل من السنغال وماليزيا التوجه السعودي فيما جاء الخذلان من جمهورية مصر العربية.
وجاء رد السعودية بعد أن قامت الشركة الوطنية للبترول “أرامكو” بإعلام وزارة الطاقة المصرية بأنها وابتداء من هذا الشهر لم تقوم بتصدير الغاز والمواد البترولية للقاهرة دون أن تبدي أية أسباب أو موعد لإستنئاف العملية.
وكانت السعودية تنتظر دعما من القاهرة في خطواتها الدولية والإقليمية، خصوصا أنها كانت قد أغدقت ملايير الدولارات على نظام السيسي عقب انقلابه العسكري على نظام الإخوان المسلمين.