العاقل يستفيد من أخطائه ولا يكررها في المستقبل لكن محمد بن سلمان لم يستطع مواكبة تحولات المجتمع وتطورات الفكر السياسي الحديث فهو مزال يعيش تحت أعراف القبيلة والجاهلية فهو يرتكب الخطأ نفسه وهو الذي التحق متأخرا بموكب السياسة والصراع حول السلطة دون أن تكون له تجربة تذكر لذلك يبدو أنّ ثمة مشكلا حقيقيا لدى بن سلمان وحاشيته من أمثال تركي آل شيخ هو أنهم لا يفهمون أنهم متجاوزون كما لا يدركون أن سياسة تدبير القضايا الكبرى للسعودية لم تعد تتوقف على رأيهم بسبب مفهومهم الاختزالي الضيق للسياسة والسلطة وعندما يفوتهم الركب بسنوات ضوئية عندئذ فقط يلتحقون دون أن يخجلوا من مواقفهم السابقة أو يعتذروا عنها أو حتى يعترفوا بوجودها.
فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصل بصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر و سأله عن الغضب في واشنطن مشيرةً إلى أن كوشنر بعث برسالة قوية لبن سلمان بضرورة كشف ما حدث ولفتت إلى أن بن سلمان أبلغ كوشنر أنه لن ينسى كل الدول والأشخاص الذين وقفوا ضده في هذه القضية وانه وبمجرد مرور السحابة سيرد الصاع صاعين وفي ما يخص ماء وجهه كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى علاقة المملكة السعودية المادية مع شركات العلاقات العامة في بريطانيا وتحدثت الصحيفة عن أن ولي العهد السعودي يدفع الملايين لشركات بريطانية من أجل تحسين صورته ومن بين المستفيدين مؤسسة علاقات عامة اسمها فرويد وصحيفة الإندبندنت ودار نشر فايس ومعهد طوني بلير للتغيرات العالمية حيث أصبحت لندن مركزاً دولياً للشركات والحملات السعودية في مجال العلاقات العامة والتأثير على وسائل الإعلام الأمر الذي جنت منه بعض الشركات البريطانية ملايين الجنيهات مقابل محاولات تحسين صورة ولي العهد وحلفائه في المنطقة خلال السنوات الأخيرة حسبما كشف عنه تحقيق لصحيفة الغارديان فطالما كانت سمعة محمد بن سلمان مثار خلاف بسبب سجله في حقوق الإنسان وتورطه في الحرب التي تدور رحاها في اليمن ولقد تلقت هذه السمعة ضربة قوية خلال الأسبوعين الأخيرين بعد جريمة القتل التي تعرض لها صحفي الواشنطن بوست جمال خاشقجي.