مند فجر التاريخ وإلى يومنا هذا والطغاة موجودون نعم هناك اختلاف في الأشكال والأسماء ولكن ما يقومون به ليس فيه اختلاف لأنهم جمعينا يستعبدون الناس ويسرقون خيرات البلاد ويستحوذون على كل شيء فلا فرق بين عهد الحجاج بن يوسف الثقفي وبين عهد محمد بن سلمان فكلاهما مُعْتَدٌّ بنفسه وكلاهما لديه علة اضطراب الشخصية النرجسية لكن هناك فرق بسيط بينهما أن الحجاج بن يوسف الثقفي رغم أن أياديه سوداء إلا أن فيها بعض البقع البيضاء وذلك راجع للفتوحات التي قادها في ما وراء بلاد الرافضين عكس محمد بن سلمان فأياديه تزداد سوادا فمجازر اليمن يده فيها ثم يده في إفقار الشعب السعودي ثم يده تدعم إسرائيل ثم يده تساعد الطغاة في الدول العربية والذين هم على شاكلة السيسي ثم يده قامت بتبذير أموال طائلة على ترامب والملذات…. آسف كدت أنسى هناك فرق أخر بينهما فالحجاج بن يوسف الثقفي ذكي جدا ومتهور لكن محمد بن سلمان غبي جدا جدا جدا ومتهور.
قضية اعتقال الداعية السعودي سلمان العودة والحكم عليه بالإعدام من طرف محمد بن سلمان تعيد للأذهان قضية اعتقال وإعدام الحجاج للشيخ سعيد بن جبير حيث أراد الحجاج أن يدخل في محاورة ومناظرة مع سعيد بن جبير وهو أسيره قبل أن يأمر بقتله وسنحاول قدر الإمكان أن نختزل الحوار لأنه طويل . أولا سأله الحجاج ما اسمك؟ فقال: سعيد بن جبير ورد الحجاج: بل أنت شقي بن كسير وابتسم سعيد وهو يجيب: بل كانت أمي أعلم باسمي منك فانتفخت أوداج الحجاج وهو يقول: شقيت أمك وشقيت أنت فرد سعيد: الغيب يعلمه غيرك. فقال محمد بن سلمان عفوا الحجاج: فأي رجل أنا يوم القيامة؟. سعيد: أنا أهون على الله من أن يطلعني على الغيب. الحجاج: أبيت أن تصدقني؟. سعيد: بل لم أرد أن أكذبك. الحجاج: أنا أحب إلى الله منك. سعيد: لا يقدم أحد على ربه حتى يعرف منزلته منه والله بالغيب أعلم. الحجاج: كيف ترى ما نجمع لترامب عفوا للخليفة؟ سعيد: لم أر فأمر الحجاج بالذهب والفضة واللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يديه فقال سعيد: إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا. الحجاج: فترى جمعنا طيباً؟!. سعيد: برأيك جمعته وأنت أعلم بطيبه. الحجاج: أتحب أن لك شيئا منه سعيد: لا أحد ما لا يحب الله ولما أدرك الحجاج فشل محاورته مع سعيد بن جبير فقد أعصابه وعبث الحجاج بعصا في يده وهو يقول ساخراً: اختر لنفسك يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك!. فرد سعيد: اختر أنت لنفسك فو الله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة وابتسم الحجاج مطمعاً: أفتريد أن أعفو عنك وبثقة العارف بالله. أجاب سعيد: إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر عندئذ ضاق الحجاج ذرعا بسعيد وعرف أنه لن يحصل منه على شيء فأمر بإنهاء المحاورة وصرخ: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج سعيد مع الحراس ليقتلوه ضحك فأخبروا الحجاج أن سعيدا الذي ضعف بصره من البكاء ولم ير ضاحكا أبدا قد ضحك فأمر الحجاج برده إليه وقال ما أضحكك؟. فقال سيعد: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك. فقال الحجاج: اقتلوه فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين. قال الحجاج: اصرفوه عن القبلة فصرفوه عنها فقال سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله فصرخ الحجاج: كبوه على وجهه فابتسم سعيد وهو يقول: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى وأشار الحجاج بيده: اذبحوه فنظر سعيد إلى السماء وهو يقول: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة…. اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي فذبح من الوريد إلى الوريد ولسانه رطب بذكر الله وبعد موته بأيام سمعوا الحجاج ينادي: مالي ولسعيد بن جبير؟ كلما أردت النوم أخذ برجلي. ولم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوماً وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: يا عدو الله! فيم قتلتني؟ فيقول الحجاج: مالي ولسعيد بن جبير؟ مالي ولسعيد بن جبير وعاش الحجاج بعد قتل سعيد بن جبير أياما قلائل فسلط الله عليه «البرودة» حتى كان والنار حوله يضع يده في الفرن فيحترق الجلد ولا يحس بالحرارة ووقعت الأكلة في داخله والدود وكان ينادي بقية حياته: مالي ولسعيد بن جبير؟ مالي ولسعيد بن جبير؟!وفي الأخير هل يثرى سنسمع محمد بن سلمان ينادي مالي ولسلمان العودة؟ مالي ولسلمان العودة؟!.