واصل أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر هجومه عى المملكة العربية السعودية بمهاجمة رموز السلفية في مصر، بعد أيام قليلة من هجومه على التحالف في اليمن، وذلك كردة فعل على هجوم مشايخ السلفية في مصر والسعودية على مؤتمر جرونزي الأخير في الشيشان والذي كان قد اعتبر أن “أهل السنة والجماعة” هم قصرا الأشاعرة والماتردية في إقصاء لأهل الحديث المعروفين بـ “السلفية”.
وهاجم كريمة في مداخلة تلفزيونية له الشيخ ناصر الدين الألبان أحد أهم أعلام السلفية وتلميذه الشيخ الشهير أبي إسحاق الحويني واصفا أخطاء هذا التوجه الديني بـ “القاتلة”.
ووصف كريمة كل من الشيخين إبن الباز وابن عثيمين بمشايخ الإرهاب، وقال أن المخطط الحالي هو جعل السلفية الوهابية السعودية هي البديل للأزهر في مصر، بعد أن كانت هذه المؤسسة ولعقود طويلة أهم مؤسسة دينية سنية في العالم، مضيفا أن الحويني لا يقوم سوى بتكرار كلام من وصفهم بـ “شيوخ الإرهاب، وهم ابن الباز وابن عثيمين”.
ويأتي هذا الهجوم من طرف كريمة نتيجة العلاقة المتوترة بين مشايخ الأزهر المساند لنظام الجنرال عبد الفتاح السيسي، وباقي مشايخ السلفية حتى من المؤيدين للنظام المصري الحالي.
وكان كريمة قد هاجم منذ أيام قليلة السعودية والإمارات حول تدخلهما في اليمن بعد تكوين “تحالف دعم الشرعية” ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع عبد الله صالح، معتبرا أن قتلى الدولتين ليسوا “شهداء” قولا واحدا في الشريعة الإسلامية لأنهم بغاة، فيما وصف قتلى اليمن من الحوثيين معتنقي المذهب الشيعي بالشهداء رغما عن أنف الجميع.
وقال كريمة في مقابلة مع موقع “الوقت” المصري الأربعاء الماضي، أنه من الضروري التفريق بين المعتدي والمعتدى عليه، ذلك لأنه المعتدى عليه هو الشعب اليمني ضحية هذا التدخل الذي أرجعه إلى مرحلة ما قبل التاريخ، وهم الشهداء عند الله، في حين أن البغاة المحاربون من الجيوش العربية السعودية والإماراتية، فقتلاهم بغاة غزاة.
وتابع كريمة في تصريحه الصحفي :” أن أقولها لكم، وسجلوها في فتوى من الأزهر ومني أنا شخصيا، قتلى ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن بغاة وفي النار، بإخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبإقرار حديث ( إذا التقى المسلمان بسيفهما، فالقاتل والمقتول في النار)”، هذا في الوقت الذي حذر فيه الأزهر كريمة من زج إسم المؤسسة كاملة في آرائه الفقهية والسياسية.
هذا ويقوم متتبعون أن سر الهجوم على التوجهات الدينية والسياسية للعربية السعودية والإمارات، هو مرور العلاقة بين الرياض وأبوظبي من جهة والقاهرة من جهة أخرى بمرحلة صعبة، نظرا لنقص الدعم الذي قدته الدولتين لنظام السيسي بعد الانقلاب العسكري، إلا أن مصر لم تستثمر هذه المبالغ في محاولة النهوض الاقتصادي بل ودفعت بالبلاد إلى أزمة اقتصادية خانقة، جعلت عدد من المسئولين الخليجيين يبدون بكل وضوح عدم رغبتهم في ترشح السيسي لولاية ثانية.