أعلنت منظمة صوفية تحمل إسم مؤسسة “طابا” المتواجدة أبوظبي الإماراتية لمؤسسة الداعية الصوفي الشهير الحبيب علي الجفري أنها هي التي قامت بتنظيم المؤتمر المثير للجدل الذي يحمل اسم “من هم أهل السنة والجماعة ؟ ” والذي عرف انتقادات واسعة من طرف عدد كبير من العلماء المعاصرين والبارزين في العالم الإسلامي بأسره.
المؤسسة الصوفية قالت في بيان لها أن تنظيم مؤتمر الشيشان الأخير كان بتعاون مع صندوق الحاج أحمد قديروف الخيري بالإضافة إلى مؤسسة دعم الثقافة الإسلامية والعلم والتعليم مقدمة الشكر والتحية لجميع الذين عملوا على هذا الأمر.
بيان المؤسسة قال أن انعقاد هذا المؤتمر وفي هذا الوقت جاء من أجل وضع النقاط على الحروف في وقت اشتدت فيه الفتن على الأمة الإسلامية بسبب محاولة اختطاف لقب “أهل السنة والجماعة” من طرف جماعات ومجموعات سماها البيان بـ “خوارج العصر والمارقين والعابثين بالشريعة المطهرة الذين يقومون بممارسات خاطئة ومنحرفة تشوه لب الإسلام الحنيف” مضيفا أن المؤتمر عقد بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وعدد من المفتين وأكثر من مئتي عالم من علماء المسلمين من أنحاء العالم وذلك تحت الرعاية الكاملة للرئيس الشيشاني رمضان أحمد قديروف المعروف بتصوفه.
وعرفت مؤسسة “طابا” نفسها على أنها مؤسسة غير ربحية تسعى لتقديم المقترحات والتوصيات لقادة الرأي من أجل اتخاذ نهج حكيم ونافع للمجتمع على حسب تعبيرها.
وكان المؤتمر قد عرف في نهاية بيانا قال فيه المشاركون أن مصطلح “أهل السنة والجماعة” يطلق على الأشاعرة والماتريدية والصوفية فقط، مستثنين أهل الحديث من أهل العقيدة السلفية التي اعتنقها أكبر علماء المسلمين منذ عصر تابعي التابعين حتى الآن، كما أعلن ذات البيان رفع مستوى التعاون بين مؤسسة الأزهر المصرية والمؤسسات الدينية الأخرى بروسيا الاتحادية، وإطلاق فضائية باللغة الروسية عن الإسلام وحقيقته.
المؤتمر شهد انتقادات كبيرة خصوصا من طرف الدعاة والعلماء السعوديون الذي شنوا هجوما حادا على المشاركين خصوصا المصريين منهم بعد أن تم استثناء سلفية السعودية من تعريف أهل السنة، رغم الدعم الكبير الذي تقوم به الرياض تجاه القاهرة.
الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتبر بدوره أن مؤتمر أهل السنة بالشيشان هو مؤتمر ” الضرار” رافضا بشكل قاطع جميع مقرراته ومعلنا انزعاكه من أهداف المؤتمر وعنوانه.
هذا يقول متتبعون أن تنظيم المؤتمر من طرف الرئيس الشيشاني المعروف بولائه للنظام الروسي والدعم الإماراتي يعني الكثير، ذلك لأن الهدف من المؤتمر جاء من أجل الهجوم على السلفية بجميع أطيافها اعتبارها منبعا للحركات الإسلامية الجهادية منها خصوصا، وجماعة الإخوان المسلمين وباقي جماعات الإسلام السياسي، وهو ما قد يؤكده دعم الإمارات لهذا الأمر من أكثر الدول العربية aعداء لهذه التيارات في حين قالت تقارير صحفية أن مشاركة الأزهر، جاءت من أجل التأكيد على أن العلاقة بين الرياض والقاهرة لا تمر بأحسن الأحوال.